استمرار انتشار الظواهر السلبية بالعرائش
الأسبوع – زهير البوحاطي
تعرف مدينة العرائش توسعا عمرانيا ونموا ديموغرافيا متزايدا، وذلك لموقعها الاستراتيجي بحوض اللوكوس، وموقعها الجغرافي الواقع بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة، ويجمعها مجلس واحد هو مجلس جهة طنجة الذي لطالما صادق على ميزانيات ومشاريع وعقد اتفاقيات مخصصة للعديد من الجماعات بالجهة التابعة له، وذلك من أجل منحهم مشاريع تنموية اقتصادية تساهم في بناء العديد من الجماعات بجهة الشمال، إلا أن العرائش لم تنل حقها من هذه الميزانيات والمشاريع والاتفاقيات، لتظل مقصية ومهمشة من جميع الجوانب التي أثرت سلبا على سكان المدينة وزوارها، وهذا ما دفع بالعديد من الهيئات للخروج عن صمتهما والتنديد بما سموه “الحصار المفروض على المدينة وحرمان ساكنتها من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ سنوات”.
وتعاني العرائش من عدة مشاكل وظواهر يتدخل فيها ما هو تنموي كتهيئة الأحياء ناقصة التجهيز وإصلاح الشوارع وصيانة الإنارة العمومية وغيرها، بهدف تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بالمدينة، وهذا لا يكون إلا ببنى تحتية في المستوى المطلوب، كما تعرف العديد من القطاعات فوضى وتراجعا في الخدمات المقدمة للمواطنين، بداية من ملف النقل العمومي، بسبب عدم تفويت هذا القطاع لشركة تجلب حافلات تتوفر فيها الشروط والمواصفات المعمول بها في مجال النقل العمومي من أجل تطويره، حيث تعاني الساكنة مع قطاع النقل بسبب قلة الحافلات وسوء حالتها الميكانيكية، وكذلك قطاع النظافة الذي يعرف بدوره تراجعا داخل العديد من الأحياء، وخصوصا الشعبية.
كما تعرف المدينة انتشار ظواهر أخرى تزيد من خطورة الوضع، ويتعلق الأمر باحتلال الملك العمومي وانتشار المتسكعين والمتسولين والمرضى العقليين، الذين يشكلون خطرا على أمن وسلامة السكان ويهددون قطاع السياحة الذي هو في تراجع مخيف وينعكس حتى على النشاط الاقتصادي. فتنامي هذه الظواهر السلبية وصفتها كونفدرالية التجار والمهنيين والحرفيين بمدينة العرائش، بـ”الوضعية المزرية تدعو للقلق بسبب ما تعيش عليه المدينة” حسب البلاغ الذي توصلت به “الأسبوع”، وسبق لبعض الأحزاب السياسية أن أصدرت بيانات تندد من خلاله بهذه الأوضاع، كما أن المجالس الترابية المتعاقبة لا تتوفر على رؤية واضحة للنهوض بأوضاع المدينة وحل مشاكلها لعدة أسباب، علما أن أغلبية الأعضاء لا يحضرون دورات المجلس من أجل مناقشة وتدارس مشاكل المدينة، ولم يتم التشطيب عليهم بسبب غيابهم المتكرر، وهذا ما اعتبره بعض السياسيين استهتارا بالمواطنين والعبث بالشأن العام للمدينة.