جهات

حديث العاصمة | مجالس الرباط لا تهتم لا بعلماء ولا بشهداء العاصمة

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    مع الأسف سجلت مجالسنا على نفسها استخفافها ولامبالاتها بالمناسبات التاريخية لنضال وكفاح رجالات الرباط، فمرت ذكرى 29 يناير 1944 بدون أن تخلدها وتذكر بالانتفاضة الشعبية ضد الاستعمار، وبالأرواح التي استشهدت رميا بالرصاص، منها روح الشهيد المختار جزوليت، الذي نفذ فيه الحكم الجائر بالإعدام بتاريخ 7 مارس 1944 بحي يعقوب المنصور، ودفن بمقبرة هذا الحي.

وفي 7 مارس، تكون قد مرت 80 سنة على استشهاده مجاهدا مضحيا بنفسه في سبيل حرية مملكته، وحتى في اعتقاله ووقت إعدامه، ترك للتاريخ أروع المواقف.. فلقد ألقي القبض على أخيه ظنا من الاستعمار بأنه المختار، فتقدم بكل عزة وافتخار بنضاله إلى المستعمر، وصاح فيه “أطلقوا سراح أخي.. فأنا هو المختار”، إنه النبل والوفاء أن تموت من أجل الوطن.

وفي اليوم المشؤوم لإعدامه، تمكن من القفز من السيارة التي كانت تحمله إلى مقصلة الإعدام ودخل الأزقة الضيقة وكانت براريكها قصديرية.. وتجندت عشرات الفرق العسكرية للعثور عليه، وبعد تجرعها العذاب المضني في القبض عليه، نقل بسرعة وتحت حراسة مشددة إلى مكان خال على ساحل حي يعقوب المنصور وأعدموه.

تتمة المقال تحت الإعلان

هذا هو الشهيد المختار جزوليت واسمه يحمله شارع كبير على كورنيش الرباط، هذا الشارع سمي على البطل سنة 1984، كما حملت في نفس السنة عدة ساحات وشوارع أسماء شهداء وطنيين وعلماء وقضاة.. وهنا لابد من التذكير – للأمانة التاريخية – بموقف الراحل عميد الأدب المغربي، المرحوم عباس الجراري، عندما قرر المجلس البلدي في ذلك الوقت تسمية شارع بحومة ديور الجامع باسم والده العلامة عبد الله الجراري رحمه الله، فاعترض مقترحا اسم القاضي عياض بدله، وسمي ذلك الشارع به نزولا عند رغبة الفقيد رحمه الله.

ومجالسنا اليوم لا تهتم إلا بأعضائها، ولا تراعي ولا تحترم ما تبقى من علماء الرباط ونقبائها.

تتمة المقال تحت الإعلان

تعليق واحد

  1. وحتى وإن وضعت اسما من اعلام المغرب، فلا أثر لتعريف بسيط لشخصه، ولا سنة الولادة ولا الوفاة، فتجد لوحة مكتوب فيها “المختار جزوليت” “المختار السوسي” “زنقة عقبة” الخ وتجد لوحة فيها “زنقة العرعار” “زنقة التين” الخ، فأصبحت اسماء الاعلام “البشر” كأسماء النيات والجمد، وحتى هذه الأخيرة تستحق أن تعرف في هذا الزمن حيث غابت الثقافة العامة عند الشباب خاصة، ولم يعودوا يفرقون بين الألف والزرواطة شأنهم شأن أميي الزمن الماضي، رغم الفرق بين عدم التفرقة بين الالف والزرواطة عند ناس زمان وناس هذا الوقت، فالفرق هائل وجلل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى