ملاعب القرب بالشمال.. أحدثتها السلطة بالمجان وفوضتها الجماعات بالمقابل
الأسبوع – زهير البوحاطي
لم تعد ملاعب القرب بالمجان، بعدما أحدثتها السلطة المحلية خلال السنوات الماضية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمدن الشمال من أجل محاربة الظواهر السلبية التي تعرفها الأحياء الشعبية والمساهمة في بناء جيل رياضي، حيث كانت هذه الملاعب بمثابة منقذ لهؤلاء الشباب لممارسة كرة القدم بالمجان بعدما صعب عليهم الولوج إلى الملاعب المؤدى عنها، لكن الآن، وبفضل الجماعات من خلال تفويت هذه الملاعب لجهات معينة وجمعيات، أصبح ممنوعا اللعب بملاعب القرب التي تم إحداثها لفائدة الفئات الفقيرة والهشة إلا بمقابل مادي، حيث كان الهدف من إحداث هذه الملاعب هو خلق جو ترفيهي للشباب والفتيان من خلال ممارسة كرة القدم، غير أن طمع بعض الجمعيات حال دون أن تكتمل فرحة ساكنة هذه الأحياء في الاستفادة من مجانية ملاعب القرب، وهكذا تم الاستحواذ على تلك الملاعب وإغلاق أبوابها بالسلاسل والأقفال في وجه ساكنة الأحياء، وكل ذلك أمام صمت غير مفهوم للسلطات المعنية التي أشرفت على بناء هذه الملاعب، لكن المجالس المنتخبة حالت دون ذلك من خلال تفويت هذه الملاعب للجمعيات التي تفرض مقابلا ماديا على السكان من أجل استغلالها والاستفادة منها لإبراز المواهب والمساهمة في تعزيز الرياضة المجتمعية والتقليل من الظواهر السلبية والانحراف والتعاطي للمخدرات.
ويلجأ العديد من الشباب إلى ممارسة هواية كرة القدم بالقرب من هذه الملاعب المغلقة وبأراض عارية عوض استعمال تلك الملاعب التي صارت حقهم المسلوب من طرف هؤلاء المتسلطين، حسب ما يتداوله العديد من المواطنين، وضدا على الإرادة الملكية السامية التي كانت الغاية من خلق تلك الفضاءات والملاعب تقديم خدمات رياضية مجانية سواء بالمجال الحضري أو القروي، وهذا ما يبرز تركيز السلطات المعنية على إحداث هذه الملاعب بالأحياء الهامشية ليستفيد منها أبناء الطبقة الفقيرة وتعزيز مواهب الشباب وتشجيعهم على ممارسة الرياضة بالأحياء المذكورة باعتبار أن الرياضة في الأماكن العمومية من ضمنها ملاعب القرب، من حق الجميع دون مقابل أو تمييز.
ورغم أن المغرب مقبل على تنظيم عدة تظاهرات رياضية جهوية وقارية ودولية ويقوم هذه الأيام بإصلاحات داخل العديد من الملاعب لهذا الغرض، خصوصا بجهة طنجة تطوان الحسيمة، لأن ملاعب القرب أصبحت مزرعة تبيض ذهبا للجمعيات في غفلة من السلطات المعنية، مما دفع بهذه الجمعيات إلى إلزام الراغبين في الاستفادة من الملعب بأداء مبالغ تتراوح بين 20 و50 درهما لكل فرد، مما اعتبره العديد من المواطنين سرقة مدعومة من طرف المجالس المنتخبة، كما يطالبون الجهات المعنية بالتدخل لوقف هذه الفوضى والعشوائية لحماية الحق في ملاعب القرب.