حديث العاصمة | التغيير يجد مكانه عند الرباطيين
بعد سنوات من الشعارات والوعود والعهود لانخراط مؤطرينا ومنتخبينا في حقبة التغيير انسجاما مع التطور السريع لشعبنا، وبعد نفاذ صبر الرباطيين وانتظارهم الطويل لإطلالة هذا التغيير، وبعد الاستخفاف البين من هؤلاء المؤطرين والمنتخبين لإحقاق ما التزموا به، بل صعدوا من اغتنام السلطات الموكولة إليهم نيابة عن الرباطيين، فأسعدوا ذواتهم بالنفخ في تعويضاتهم وإعفاء أجسادهم من محن ونفقات “الطوبيسات” و”التاكسيات” بالتمتع المريح في استغلال سيارات موضوعة رهن إشارتهم وتحت تصرفهم ومن يصاحبهم، وإذا لم تتوفر فيها شروط الراحة والأبهة، يتم اللجوء إلى اكتراء تلك المتوفرة على خدمات أحسن وتجهيزات أفضل، وموديلات آخر الصيحات، علما أن تلك الشركات تعرض عربات جديدة ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاحتفاظ بها أكثر من سنتين، والمضحك هو أن جل معاملاتها تكون حصريا مع السياح الزائرين للعاصمة، فاختار بعض كبار نواب الرباطيين هذه الوضعية كمارين من المجالس للاستفادة من ريع السيارات على حساب ميزانية العاصمة المثقلة بالريع المحمي إما بقرارات إدارية أو بـ”وزيعة” انتخابية، ومحاباة “المتفرجين” الذين لا يناقشون ولا يعارضون، بل هم متأهبون لاستعمال سواعدهم لا للمعارك لا قدر الله، ولكن فقط للتصويت برفعها عاليا حتى تستمر امتيازاتهم، بينما المقصيون منها، يعارضون كل شيء، وكان عليهم “الاعتراض” وفي نفس الوقت يطرحون البديل بأقل كلفة وجودة عالية، ويرفضون مشروع الميزانية مثلا، ويدلون بوثيقة مالية بنفقات مقلصة ومداخيل فائضة، وتجهيز جديد بدلا من الصيانة التي تفوح منها روائح لم يستنشقها أي “حارس” لأموال الرباطيين، وأكثر من هذا، ينظمون لقاءات مع السكان قبل الدورات للتشاور والاستفسار عن الحاجيات والمؤاخذات.. فلم يفعلوا ولن يفعلوا، لأنهم كانوا حاكمين واغترفوا ما طاب لهم مما يغترف منه الذين تناوبوا معهم على خيرات الرباطيين.
هذا التغيير المستحيل عندهم، يقوده اليوم الرباطيون بحنكة والمغاربة كلهم تغيروا وأعلنوها صيحة مدوية: “نرفض النيابة عنا للاسترزاق بها وبنا”، فالمشاريع الملكية والأوراش المتفرعة عنها، غيرت إلى حد نظفت أدمغتنا من التخدير الذي لازمنا منذ عقود بقوة البروباغندا المنظمة من الذين قدموا أنفسهم مناضلين لخدمتنا وإسعادنا والدفاع عن حقوقنا والتخفيف من تكاليف حياتنا، فسجلوا للتاريخ تهافتهم على المناصب المدرة للدخل، وابتدعوا المزيد منها لتعميم خيراتها على باقي المناضلين ليلتحقوا بركب المأجورين الذين أقبروا النضال ودفنوه، وتحزموا بسلطات وأموال الرباطيين ليستأسدوا علينا.
وها نحن جميعا نعيش أجواء التغيير الذي انتظرناه دهرا من المؤطرين، فجاءنا منقذا من الرباطيين، وقد عم المملكة.