جهات

من يوقف الاستهتار بالتراث العالمي في وزان ؟

الأسبوع – زهير البوحاطي

 

    في مظهر يوحي بأن المجالس المنتخبة والسلطة المحلية ووزارة السياحة قد تخلت عن المدينة العتيقة بوزان، والتي صنفت كتراث عالمي من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، كما أن مدينة وزان تعتمد المجال السياحي مصدرا للدخل وإنعاش اقتصاد المدينة، إلا أن ذلك لم يشفع لها بأن تنال حقها من البرامج والمشاريع المخصصة لإصلاح وتأهيل وتثمين المدن العتيقة كباقي المدن التي استفادت من هذه المبادرة، خصوصا التي أطلقها ملك البلاد سنة 2018 بمدينة مراكش، حيث أولى اهتماما وعناية خاصة لتثمين والحفاظ على الإشعاع العمراني لهذه المدن، لكن الجهات المعنية فشلت في هذا الملف، وذلك واضح من خلال ما رافقه من عشوائية وفوضى بين هذه الجهات والمقاولين الذين حظوا بهذه الصفقة، حيث استعملت مواد مغشوشة ورخيصة بعد نفاذ الميزانيات التي خصصت لهذه المدن.

تتمة المقال تحت الإعلان

والنموذج ما تعانيه المدينة العتيقة بوزان، وهي مدينة تصوف عريقة، لكنها تتعرض للنسيان والإهمال بشكل ممنهج، ورغم قدم تاريخها الذي عرف اتساعا حضاريا وعلميا وثقافيا ما بين سنة 1596 و1678، فمدينة “دار الضمانة” تتعرض لجميع أنواع التهميش والإقصاء بسبب الإهمال الذي طال المدينة العتيقة كما هو ظاهر في الصورة من حي الرويضة، حيث تم إغلاق القوس المؤدي لأحد الفنادق القديمة بواسطة الحجارة، كما تحول هذا القوس إلى مطرح لرمي النفايات وتجمع بعض الأشخاص المشبوهين، حتى بدأ في التلاشي والانهيار، وهكذا تطمس المعالم الأثرية المصنفة ضمن التراث الإنساني العالمي دون أي تدخل من طرف الجهات المعنية في ظل الشعارات التي ترفعها من أجل تنشيط المجال السياحي رغم غياب البنية السياحية وإهمال الأماكن التاريخية التي تساهم في جلب السياح، سواء من داخل المغرب أو من خارجه.

وتناشد ساكنة وزان الجهات المسؤولة، للتدخل العاجل لرفع الإقصاء والتهميش عن هذه المدينة العريقة، والعمل على صيانة الأماكن المهددة بالانهيار ومنع صباغة الجدران التاريخية للمدينة من أجل الحفاظ على أصلها الشاهد على حقبة زمنية ضاربة في القدم.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى