جهات

الرباط على موعد دبلوماسي جديد

تعبيد الطريق نحو قلب إفريقيا

الرباط – الأسبوع

    لم تلتقط جماعة الرباط “يا حسرة” الإشارات القوية المتبادلة بين أبوجا عاصمة دولة نيجيريا وعاصمة المملكة، ولم تدرك بعد دورها في المساهمة الفعالة لتعزيز العلاقات الثنائية بيننا وبين ما نعتبرها قلب إفريقيا، خصوصا ونحن نترقب زيارة رسمية لرئيس دولة هذا القلب الإفريقي، ستدشن حقبة جديدة من التعاون المثمر بين بلدين إفريقيين يسعيان إلى النهوض بقارتهما وتعزيز مكانتها في العالم.

وكان على الجماعة، وهي مؤطرة بقسم للعلاقات الدولية، أن تهتم بهذا الموضوع وتبادر إلى فتح ملف يحضر لإجراء اتصالات مع عمودية العاصمة النيجيرية للشروع في إقامة جسر من التعاون وتبادل الخبرات مع أبوجا، العاصمة العريقة التي لها تأثير وازن، واتصالات مع جل العواصم الإفريقية بحكم موقعها في قلب الجسد الإفريقي، وقريبا ستكون شريكا موثوقا في الاقتصاد المغربي.

تتمة المقال تحت الإعلان

فمنذ سنتين ونحن نتابع خطوات الجماعة في تحريك عجلة الدبلوماسية الشعبية، وكلما حاولت ذلك “تنتشي” بالإخبار عن لقاء عابر يدخل في المجاملات بينها وبين طرف ثاني جمعها به أي اجتماع دوري لمؤتمر إقليمي، فيدور الحديث بينهما حول إمكانية تآخ بينهما، في حين أن هذا التآخي له قواعد وأسس لا يمكن تجاوزها، لأنها من اختصاص مجلس الجماعة، ولا بد من قرار جماعي يسمح بإجراء الاتفاق المقترح بعد عرض ملف متكامل على أنظار المنتخبين في دورة عادية يتضمن كل المعطيات اللازمة، والمجلس له كامل الصلاحية في قبول أو رفض المقترح، وعلى ضوئه تتحرك الاتصالات الأولية عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية وبين كبار المنتخبين كمحادثات تمهيدية، ريثما يتم التأشير على القرار المتخذ من الجهة المعنية.

وتعمدنا الإشارة إلى الجهات بالجمع، لأنها فعلا تخضع لالتماس عدة موافقات، لحساسية مركز عاصمة المملكة، وهذا خارج عن تدابير مجلس الجماعة، وإذا سبق أن نشرت بيانات إخبارية منذ حوالي سنتين على نوايا توأمة مع بعض المدن الأجنبية، ولم تنفذ، فلأنها ربما لم تحترم المساطر الجاري بها العمل في العاصمة.

هذا ما يجب الانتباه إليه في حالة ما إذا تم قبول فكرة التعاون مع العاصمة أبوجا، واستبدال “التوأمة” التي كانت في وقت مضى أسلوبا راقيا للتقارب بين العواصم، بالتعاون الثنائي من منظور “رابح-رابح” اقتصاديا وسياسيا.

تتمة المقال تحت الإعلان

هكذا كانت التوأمة التي أنجزتها الرباط منذ حوالي 30 سنة، كانت لأهداف وطنية، أما اليوم، فيجب أن تتماشى مع الوضع السائد في التشارك الاقتصادي والإنجاز الثنائي هنا وهناك، ومن جهة أخرى، بإضفاء الرضى الشعبي على خطى الدولتين في مجالات حيوية من شأنها أن تنعش النهضة الاقتصادية في قلب إفريقيا وفي رأسها المطل على أوروبا.. هذا هو العمل المطلوب إنجازه من منتخبينا بدل الغوص في مشاحنات على جدول أعمال فارغ لا يليق بعاصمة عظيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى