الرباط | الجماعة “غافلة” عن النهضة السياحية في العاصمة
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_webp,q_glossy,ret_img,w_780,h_450/https://www.alousboue.ma/wp-content/uploads/2024/01/Rabat-tour.jpg)
الرباط – الأسبوع
نعود إلى موضوع السياحة في العاصمة وقد تطرقنا إلى الاهتمام البالغ الذي أولته الصحافة الأمريكية لهذا الجذب الساحر في السياحة الإفريقية من سحر الرباط وجمالها وتراثها، ومن هذه السياحة أو من رسومها الواجبة على المبيت في فنادقها المصنفة، تجني مداخيل مالية سنوية بحوالي مليار و500 مليون، مبلغ محترم يفوق 5 مرات موارد أكرية الأملاك الجماعية، وتكلفها نفقات الصيانة الباقي من هذا المبلغ، ومع ذلك، لم تهتم بتنمية هذا الكنز بعدما صنفت الرباط من جهات مختصة كأفضل وجهة سياحية في إفريقيا.. معناه أيضا ارتفاع محتمل في مداخيل رسوم المبيت السياحي قد يصل إلى عشرة ملايير، هذا لصندوق الجماعة، أما على مستوى الاقتصاد المحلي، فيمكن أن يكون في أوج لم يسبق له نظير، ومع ذلك لم تتحرك الجماعة لا للتنويه بالاهتمام الأمريكي، ولا لترتيب أرضية سياحة من نوع رفيع المستوى يكون الأول من نوعه في العاصمة، ولا تفاعلوا مع التصنيف الجديد للمدينة وانضمامها إلى المدن السياحية العالمية، بل ومن حيث لا يدري بعض منتخبيها، أبرقوا لتلك الصحافة المشجعة بإشارات ربما “بليدة” وهم ينشرون غسيل صراعاتهم على “الفايسبوك”، ويتغاضون عن وقع الهدية الثمينة الأمريكية وكأن الأمر لا يهمهم ولا يهم نهضة محتملة في سنة 2024 لمستقبل الرباطيين.
كما التزم الصمت، وبعبارة أكثر تعبيرا، استرسل في نومه، الجهاز الرسمي الوصي على السياحة، وهو مؤطر بوزارته ومديرياته الإقليمية والجهوية، ومعززا بمكتبه الوطني وفروعه، والمحروس من المجلس الوطني وفروعه، كما انخرطت في هذه “القيلولة” بعد بطنة التعويضات والامتيازات والأجور، الغرف المهنية المعنية، تقليدية وعصرية ومستقبلية، ونحن لا نلومها بقدر ما نلوم شلل الآلة المحركة والمنظمة والراعية لشؤون المدينة: الجماعة، بل ومجالسها المشاركة في “مؤامرة الصمت” والتمويه، والمكتفية بتصريف الأعمال وكأنها مجرد متصرفة يتقاضى أعضاؤها أجورا وامتيازات، وليست مشاركة في تنمية وخلق المبادرات، ومسؤولة عن نهضة الاقتصاد وإسعاد السكان، وهذا هو أكبر خلل فظيع تعاني منه مجالسنا التي تحصنت في خانة العاملين على تصريف الأعمال اليومية كالأجراء وهم بالآلاف في العاصمة، ولم تفهم بعد بأنها تشرع وتقرر وتداول وتنفذ وتجتهد وتتنكر لإسعاد الناس.. غير هذا فهي شاردة.
فماذا أعدت من برامج لاستقبال سنة سياحية بامتياز بالرباط اقترحتها مؤسسات عالمية، فلم تكلف نفسها حتى التحاور مع باقي المجالس لوضع استراتيجية موحدة لتكون 2024 “سنة النهضة السياحية في العاصمة”؟
ففي كل محطة تحتاج فيها الرباط إلى مجالسها المنتخبة بترتيب صعودها إلى القمة، تجند نفسها كالعادة بدون جنودها وقد رفعوا الراية البيضاء وتخندقوا في سياراتهم ومكاتبهم إعلانا عن التخلي على العمل الميداني والنضالي والسياسي، والاكتفاء بتصريف الأعمال.