دواوير جماعة بتطوان خارج إطار البرامج التنموية
الأسبوع – زهير البوحاطي
تعاني العديد من الدواوير التابعة للجماعة الترابية الزيتون بإقليم تطوان، من التهميش والإقصاء بشكل ملحوظ وممنهج من طرف المسؤولين عن الشأن العام، وتعيش الساكنة منذ وقت بعيد على وقع كله مأساة وتذمر بسبب سوء البنية التحتية وغياب الإنارة العمومية وغيرها من الخدمات الضرورية، الأمر الذي حول هذه المداشر والقرى إلى مناطق شبه منعزلة رغم أنها لا تبعد عن إقليم تطوان سوى بعشرات الأمتار، ما يعني أنها لم يصلها نصيبها من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي احتفلت عمالة تطوان خلال الأسابيع الماضية بالذكرى 18 على انطلاقها، والتي اختير لها شعار “حصيلة حول إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال المرحلة الثالثة 2019ـ2023”.
لكن واقع مداشر وقرى جماعة الزيتون، وخصوصا مدشر بني صالح الذي يربط الجماعة بباقي الدواوير والطريق الرئيسية، يكذب ذلك جملة وتفصيلا، بسبب تردي البنية التحتية كما هي ظاهرة في الصورة، حيث أكوام الأوحال تغطي هذه المسالك الطرقية، كما أن مياه الأمطار التي اختلطت مع مياه الصرف الصحي تشكل بركا بسبب انعدام مجاري المياه بهذه الطرق نتيجة غياب التنمية.
وحسب إفادات العديد من المواطنين بدوار بني صالح، فإن السبب الرئيسي وراء هذا الإقصاء والتهميش هو المواقف والانتماءات السياسية، حيث تستفيد بعض الدواوير المقربة من بعض الجهات المسيرة للشأن المحلي بالجماعة من عملية الإصلاح وتهييئ الطرق والإنارة العمومية، فيما يتم إقصاء الدواوير المنتمية ساكنتها للمعارضة أو أنها لا تدعم الأغلبية الحاكمة، مما “فرض عليها الحصار بكل أنواعه من أجل إعادة تربيتهم” حسب العديد من المواطنين.
وفي ظل المعاناة اليومية التي تعيشها ساكنة هذه الجماعة، خصوصا التلاميذ وكبار السن والمرضى مع انعدام البنية التحتية وغياب المرافق العمومية، وغيرها من الخدمات الضرورية، فإنها تطالب الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للحسابات، بالتدخل العاجل لفتح تحقيق في هذا الإقصاء الذي لا أثر فيه لمشاريع تنموية، في الوقت الذي استفادت فيه بعض الدواوير بنفس الجماعة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتهيئة المسالك الطرقية.