الأسبوع الرياضي

رياضة | هل تبقى فرنسا مسيطرة على الكرة الإفريقية ؟

الرباط – الأسبوع

 

    قبل انطلاق كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، الأكثر متابعة في القارة الإفريقية، تستحضر الجماهير الكروية في إفريقيا تاريخ المسابقات الإفريقية، لا سيما ما يرتبط بأسماء صنعت أمجادا لمنتخبات إفريقية حتى تحولت القارة السمراء إلى منبع للمواهب الكروية بفضل انفتاحها في المجال الرياضي على أطر أوروبية، كان للمدرسة الفرنسية حصة الأسد في ذلك، لكونها مستعمرة سابقة لإفريقيا.

تتمة المقال تحت الإعلان

ويستحضر متتبعو الكرة الإفريقية المدرب الفرنسي كلود لوروا، الشاب الفرنسي الذي شاخ في الملاعب الإفريقية وخبر تفاصيلها، لذلك سيظل واحدا من أشهر المدربين الأجانب الذين مروا بإفريقيا على مدار التاريخ، وبالطبع الجميع يعلم مسيرته الحافلة.. فقد جاء إلى القارة – ليست المرة الأولى – سنة 1985 ليتولى تدريب منتخب الكاميرون وهو في سن 37 عاما، كما درب العديد من المنتخبات الإفريقية خلال 37 عاما تقريبا، كل من الكاميرون والسنغال والكونغو الديمقراطية وغانا والكونغو، والطوغو، التي كانت آخر محطاته حيث رحل عنهم في 2021 الماضي، وشارك في 9 نسخ من بطولة كأس أمم إفريقيا، ليصبح بذلك المدرب الوحيد في تاريخ القارة الذي يدرب 6 منتخبات في العديد من نسخ البطولة، وحصد لقبا واحدا مع منتخب الكاميرون في أولى تجاربه، وكانت في نسخة 1988.

بدوره، أثر الإطار الفرنسي برونو ميتسو في الكرة الإفريقية، وإن كان لم يعمر فيها نفس المدة الزمنية التي عمل فيها مواطنه لوروا، فقد درب ميتسو منتخب السنغال من سنة 2000 إلى 2002، فعندما تولى تدريب السنغال كان بمثابة تحدي كبير بالنسبة له، فقد كان منتخبا ضعيفا في ذلك الوقت، خاصة مع وجود مشكلات عديدة أبرزها اعتزال العديد من نجومه ويتواجد في المركز الأخير وقت وصوله من تصفيات إفريقيا لكأس العالم 2002 في مجموعة قوية جدا تتضمن مصر والجزائر والمغرب وناميبيا، ليقلب الفرنسي ميتسو الوضع وصعد بأسود التيرانغا إلى نهائيات مونديال 2002، الذي واجه فيه أزمة شهيرة أيضا، وشاء القدر أن يلعب أول مباراة له في البطولة ضد منتخب بلاده فرنسا ويفوز بهدف مقابل لا شيء.

من جانب آخر، يبقى الفرنسي هيرفي رونار واحدا من الأسماء البارزة في القارة الإفريقية، وكانت بدايته معها لم تختلف كثيرا عن مواطنيه، فكان أول منتخب يتولى تدريبه هو زامبيا في 2008 إلى 2010، ثم عمل مع عدة منتخبات أخرى داخل القارة وهي أنغولا وزامبيا والكوت ديفوار والمغرب، وفي المنتصف خاض تجربة مع نادي اتحاد العاصمة الجزائري، وفريقي سوشو وليل الفرنسيين، إلا أن الثعلب الفرنسي رونار تفوق على مواطنيه لوروا وميتسو اللذين سبقاه في الوقوع في سحر القارة، حيث حقق أرقاما مميزة عديدة، والأكبر من ذلك، حصده كأس أمم إفريقيا مرتين مع زامبيا 2012 والكوت ديفوار 2015، ليصبح أول مدرب في تاريخ كأس الأمم الإفريقية يستطيع تحقيق اللقب مع منتخبين مختلفين، ليقود بعدها منتخب المغرب للصعود إلى كأس العالم 2018 في روسيا، في إنجاز غير مسبوق في مسيرته كمدرب، التي لم يحقق فيها إنجازات كبرى إلا داخل إفريقيا.

تتمة المقال تحت الإعلان

إلى جانب هذه الأسماء، تتواجد أسماء أخرى تركت بصمتها في الكرة الإفريقية رغم أنها لم تعمر طويلا في الملاعب الإفريقية، أو كانت نتائجها متباينة مع منتخبات إفريقية مختلفة، وهو ما ينطبق على هنري ميشيل وألان جيريس وروجيه لومير، وغيرهم من الأسماء اللامعة، ولكن سيظل هؤلاء الثلاثة حتى الآن هم أكثر من تأثر بالسحر الإفريقي تاركين خلفهم تاريخا حافلا وراسخا في أذهان الجميع في هذه القارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى