تطوان | لماذا غابت الجماعة الترابية عن تحسين وتثمين المآثر التاريخية ؟
إهمال المعالم الأثرية بتطوان
الأسبوع – زهير البوحاطي
تتعرض العديد من المعالم الأثرية التاريخية بمدينة تطوان، لعملية الطمس بسبب قيام أشخاص بالبناء والإصلاح بهذه البنايات التي شيدت في حقبة الحماية الإسبانية على المدينة، والتي لها دلالة تاريخية شاهدة على عصر وحقبة معينة، حيث تعطي هذه البنايات جمالا وتناسقا لمعمار المدينة التي تعتمد على المجال السياحي في ظل غياب المجال الاقتصادي، حيث شهدت مدينة تطوان بعد جائحة “كورونا” توافد المئات من السياح الأجانب الذين يقومون بزيارات لهذه المنازل والأماكن التاريخية والثقافية، لكن بسبب العوامل المناخية التي تتعرض لها هذه المعالم التاريخية مع مرور العصور، تأثرت بشكل كبير في بناياتها التي صارت عرضة للانهيار والتلف في أي لحظة، مما دفع بالعديد من الأشخاص المستغلين أو القاطنين بهذه البنايات، لأن يقدموا على إصلاحات وترقيعات والزيادة في البناء بطرق عشوائية لا تتناسق مع طبيعة هذه المعالم ولا مع زخرفاتها التاريخية، الأمر الذي أدى إلى تشويه جمالية “الحمامة البيضاء”، في ظل صمت الجهات المسؤولة التي تتغاضى عن هذه الظاهرة التي هي في تزايد مستمر، والنموذج من شارع عبد الكريم الخطابي حي الباريو، هذا الحي الذي كان جل سكانه من الإسبان الذين تركوا معالم وبنايات أثرية البعض منها لازالت تقاوم من أجل البقاء، والبعض الآخر أصابه التلف ودمر، سواء بعوامل مناخية أو عوامل بشرية تقوم بزيادة طوابق بشكل عشوائي، وبالتالي، تشويه تنسيقها وجمالها.
كما تشهد سينما “فيكتوريا” (الصورة)، التي تعتبر أقدم قاعة سينمائية شيدت في عهد الحماية الإسبانية للمدن الشمالية، كما أنها شاهدة على عصور وأجيال ولها تاريخ وحكاية ذكرها العديد من المؤلفين والروائيين، لكنها الآن تتعرض للانهيار رويدا رويدا بعدما تم إغلاقها منذ سنوات، وتحول جزء منها إلى ورشة للنجارة.
ويستغرب العديد من المواطنين غياب الجماعة الترابية لتطوان، التي سجلت رقما قياسيا في المجال الثقافي والاهتمام بالتراث اليهودي الذي تم تخصيص متحف له في الوقت الذي تتعرض المعالم الأثرية مثل هذه القاعة السينمائية، للانهيار والتلف دون أي تدخل من أجل حمايتها والحفاظ عليها وتحويلها إلى مركز ثقافي.
وإلى جانب الجماعة، يلاحظ غياب وزارة الثقافة، التي طالما تغنت بحفاظها وصيانتها لمثل هذه الأماكن التاريخية التي تخلى عنها الكل في انتظار انهيارها لتحويلها إلى تجزئات سكنية كما هو حال العديد من البنايات التاريخية التي أصبحت في خبر كان.