مغاربة العالم

بوصوف ينتقد غياب مشروع سياسي لدى اليمين المتطرف

الجالية المغربية أمام تحديات جديدة

الرباط. الأسبوع

    حظي الوضع السياسي الذي تعرفه العديد من الدول الأوروبية والمتمثل في الصعود المتواصل لتيارات اليمين المتطرف في الدول التي تعرف حضورا قويا للجالية المغربية بالخارج، (حظي) بنصيب كبير من محاضرة الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، الدكتور عبد الله بوصوف، الذي أكد خلال حديثه في ضيافة المؤسسة الدبلوماسية، أن حضور اليمين المتطرف يدعو إلى القلق ويقتضي أن يقف العالم بشكل موحد للتحالف من أجل إيقاف تمدد هذا التيار الفكري الذي يشجع العنصرية وكراهية الأجانب، ويرفض التسامح والعيش المشترك، مع التذكير بفضل الهجرة في بناء المجتمعات الأوروبية والمساهمة في ثرائها وفي الاستقرار السياسي والاقتصادي في بلدان الإقامة، وكذا في تقدم وتنمية بلدان الأصل.

من جهة أخرى، وخلال إجابته عن تساؤلات السفراء الذي حضروا لقاءه في المؤسسة المذكورة، بخصوص انتشار الفكر اليميني المتطرف في فرنسا، اعتبر عبد الله بوصوف، أن المجتمع الفرنسي، على سبيل المثال، ما زال يضم فئات واسعة تؤمن بالتعددية وتحترم حق الآخر في الوجود، وهو ما يجسده – مثلا – مسجد ستراسبورغ، الذي يعد واحدا من أكبر مساجد أوروبا والذي يوجد جنبا إلى جنب مع كاتدرائية المدينة والمعبد اليهودي هناك، وهذا أمر يدعو إلى الأمل على الرغم من انتشار الفكر اليميني الإقصائي الذي يجد انتشارا واسعا في وسائل الإعلام، خصوصا السمعية والبصرية منها.

وأكد بوصوف في هذا الإطار، أن دفاع اليمين المتطرف عن العنصرية ومطالبة الأجانب بالتخلي عن ممارساتهم الثقافية، مع أنها متناغمة مع القوانين والمبادئ الفرنسية، يعكس غياب مشروع سياسي عند هذا التيار السياسي يمكنه من الإجابة عن الأزمات الكبرى التي تمر منها البلاد، مما يجعله يستهدف الحلقة الأضعف، وهم المهاجرون، من أجل نشر التخويف وكسب أصوات الناخبين بداعي حماية الهوية الوطنية، إلا أن الجاليات الأجنبية استطاعت أن تتصدى لليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بتصويتها المكثف على الرئيس الحالي وعلى مرشح اليسار، وأنقذت – بالتالي – ديمقراطية فرنسا.

تتمة المقال بعد الإعلان

وبعد تحليل أهمية الهجرة والمهاجرين بالنسبة لمستقبل الدول بصفة عامة، سواء في المجال العلمي أو الرياضي أو الاقتصادي، اعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن المهاجرين يشكلون في المرحلة الحالية القوة الذكية التي تعمل على إيجاد حلول للإشكاليات الديمغرافية التي تمر منها معظم البلدان المتقدمة، وهم بالتالي، عنصر توازن في العالم وللإنسانية، إلا أنه حذر من خطورة هيمنة استقطاب دول الشمال للكفاءات في إطار الهجرة الانتقائية  عبر تقديم مختلف التسهيلات والإغراءات، مما يفرغ دول الجنوب من كفاءاتها ويهدد مستقبلها.

يذكر أن المؤسسة الدبلوماسية دأبت على تنظيم “الملتقى الدبلوماسي” الذي تحضره شخصيات وزارية ومسؤولين كبار، يتبادلون أطراف الحديث مع العشرات من السفراء المعتمدين بالمغرب والذين يحضرون هذه اللقاءات بتنسيق من رئيس المؤسسة، النشيط في مجال الدبلوماسية الموازية، عبد العاطي حابك، الذي جعل من الخطاب الملكي الأخير حول مغاربة العالم منطلقا لهذا اللقاء.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن للتوصل كل مساء بأهم مقالات اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى