الرأي

الرأي | “سليطْن في كويطن”

بقلم: أحمد الخمسي

    عشرون نقطة سلبية لدى قيادات حزب الاشتراكي الموحد جعلته يعجز عن أن يكون قاطرة فيدرالية اليسار الديمقراطي، سواء بالتحالف أو بالاندماج، وجعلت الاستعداد للانتخابات المقبلة يجري في أسوأ الظروف التنظيمية، تكاملت في ذلك أحابيل موروث الحركة الوطنية وأحزابها المتلاشية مع خفة الهواية في التنظيم والغرور متعدد المشارب، وأصبح الاشتراكي الموحد عبارة عن منبت لكائنات متوهمة بالقدرة على خلق كيانات كل كيان يتزعمه “سليطن في كويطن”.

من مظاهر الأزمة التي تنخر حزب الاشتراكي الموحد، الآن، انتفاء الجدية، وغياب صدق الوعود، والركوب على طراوة الثقة لدى المناضلات والمناضلين، ودعم الذكورية الشرسة المنغرسة في الجنسين مع الأسف ضد طموح الشباب في التمكين والنساء في المساواة.

تتجلى هذه الظاهرة في غلبة بعض المتقاعدين على وكلاء اللوائح، بينما تغيب النساء عن هذا الموقع الانتخابي الذي كان مفترضا أن يميز اليسار لما يدّعيه من مساواة ومواطنة ودعم لنسبة 52 في المائة من الشعب المغربي.

تقديري أن الأغلبية المفككة في الحزب الاشتراكي الموحد مسؤولة على فترات عن هذه الأزمة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

1) أخطاء تدبير المرحلة في المؤتمر الرابع للحزب الاشتراكي الموحد:

– توزيع المواقع القيادية،

– خرق مبدأ التصويت السري في المؤتمر،

– تهميش الطاقة الصاعدة لجيل ما بعد حركة 20 فبراير،

– تمثيلية كاريكاتورية للشباب والنساء، مع بعض الاستثناءات.

2) أخطاء ما بعد المؤتمر التي أدت إلى إضعاف الحزب:

– لجنة تنظيمية وطنية مهترئة،

– تنسيقية ميتة للمجلس الوطني،

– تجميد مؤسسات الحزب (لجنة المراقبة المالية ولجنة التحكيم)،

– تفكك وغياب التواصل بين مؤسستين رئيسيتين (الأمانة العامة والتمثيلية البرلمانية)،

– إهمال تام للمنتخبين في الجماعات الترابية،

– تهريب الصراع إلى أجهزة التحالف في فيدرالية اليسار،

– تدخل طرف من الفيدرالية سلبيا في التناقضات الداخلية للحزب الاشتراكي الموحد.

كما اتجهت الأغلبية المفككة في هروبها إلى الأمام، إلى العمل بالتيارات على مضض، مقابل تشكيل تيار أغلبي مفكك في سياق تقاسم المواقع، الشيء الذي انعكس اليوم على التحضير للانتخابات المقبلة فيما يلي:

1) العمل بالتيارات على مضض.

2) تشكيل تيار أغلبي مفكك في سياق تقاسم المواقع.

3) سرعة قاتلة في تشكيل لوائح الانتخابات البرلمانية والجماعات الترابية.

4) إهمال تام للتنسيق بصدد انتخابات اللجان الثنائية.

5) إهمال كلي وغياب تام عن انتخابات الغرف المهنية.

6) حرب شاملة بين مكونات الأغلبية والاستقواء بالفيدرالية لشق صفوف الحزب.

7) حالات اليأس بين الرموز تكشف منطق الهواية في السياسة.

8) السقوط في حبال وزارة الداخلية عبر إشاعة استحقاق ما بين 11 و14 عضوا للفيدرالية في البرلمان.

9) المسؤولية بالتساوي بين رموز الأغلبية عن تعفن الصراعات.

هذه النقط تلخص الوضع التنظيمي البئيس الذي تشكل ما بين انتخابات 7 أكتوبر 2016 وانتخابات 2021 على الأبواب.

إن الدعوة إلى انفراج سياسي بإطلاق سراح معتقلي الحراكات قصد تصفية الأجواء الانتخابية وخلق قوة دافعة للمشاركة المواطنة الواسعة في التصويت، مع الأسف، لا يملك فيها اليسار قوة اقتراحية متماسكة، كانت مفتاح الفعل السياسي المؤثر، لكن فاقد الشيء لا يعطيه (حل المشاكل التنظيمية).

النتيجة اليوم، هي الدخول إلى مرحلة مديدة من الانحدار السياسي بدل المساهمة الفعلية الإيجابية في لم صفوف اليسار والاستعداد للانتخابات المقبلة.. مرحلة العودة إلى مرض الطفولة اليساري عبر شيوخ اليسار، وشباب اليسار بريء من هذا المرض، وعلى نفسها جنت براقش..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى