الرأي

الرأي | هل فعلا استثنى “جو بايدن” المغرب من تعييناته الأخيرة للسفراء ؟

بقلم: إسحاق الخاطبي

    تداولت مؤخرا بعض وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، خبرا يفيد بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، وضع جدول ترشيحات السفراء، وذلك بالاعتماد على وزارة الخارجية، حيث قام بتعيين 9 دبلوماسيين محترفين في دول مختلفة من الصومال إلى السنغال، كما اقترح تعيين سفيرة جديدة لواشنطن بالجزائر، وهي الدبلوماسية إليزابيث مور أوبين، خلفا لجون ديسروشر، الذي غادر منصبه قبل أشهر.

وقد علقت بعض المنابر الإعلامية على الخبر بعناوين عريضة من قبيل “بايدن عين سفراءه بدول القارة السمراء ومن ضمنهم الجارة الشرقية الجزائر في حين استثنى المغرب”، لكن حقيقة الأمر ليس كما يروج لها البعض، وذلك لعدة اعتبارات، نذكر أهمهما: الهاجس الأمني للولايات المتحدة والجانب الاقتصادي، وهما ركيزتان أساسيتان توليهما الإدارة الأمريكية أولوية قصوى، حيث نجد بأن توجه هذه الأخيرة في تعيين سفرائها يوازي سياستها الخارجية التي تعتمد إرساء دعائم التعاون مع الدول ذات التوجه الاشتراكي وتلك التي كانت تعارضها في الماضي أو لها علاقات وطيدة مع الاتحاد السوفياتي سابقا (روسيا الاتحادية حاليا)، والهدف من كل ذلك، هو محاولة استمالة هذه الدول لتغيير مواقفها وسياساتها، حتى يتسنى لها غزو أسواقها ومؤسساتها ونشر ثقافتها، وبالتالي وقف المد الروسي بها، فمثلا نجد من بين الدول التي شملتها التعيينات الأخيرة، دولة الجزائر، ذات التوجه الاشتراكي، والتي تعتبر حليفة استراتيجية لروسيا في شمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، كذلك الأمر بالنسبة للصين مهد الشيوعية، والتي تعتبرها الولايات المتحدة هي الأخرى ذات أولوية في تعيين السفراء، حيث اعتمدت نيكولاس بيرنز، الدبلوماسي المحنك، كسفير لها هناك، وذلك بعد بحث طويل ودقيق في لائحة المرشحين الذين يمكنهم أن يشغلوا هذا المنصب الحساس، خاصة وأن الأمر يتعلق بجمهورية “التنين الأحمر” التي أصبحت تقض مضجعها وتنافسها بقوة في الاقتصاد وتسابقها في اكتساح الأسواق، كما أننا نجد من بين التعيينات التي حظيت باهتمام الإدارة الأمريكية، بعض الدول الإفريقية والآسيوية التي تشهد حروبا أهلية أو عدم استقرار سياسي، أو ربما قد تكون ثرواتها محط أطماع الروس كما هو الأمر بالنسبة لأنغولا والفيتنام، وليسوتو والسنغال والكونغو والكاميرون والصومال…

وبناء عليه، يتبين أن استثناء المملكة من هذه التعيينات، هو في الحقيقة إشارة إيجابية، وانطباع يطمئن على أن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية هي بألف خير، وتحظى بالوضع المتقدم، على اعتبار أن المغرب حليف رئيسي في إفريقيا، كما أن مسألة تعيين سفير بالرباط هو أمر سابق لأوانه مادام الرئيس جو بايدن لم يرشح بعد الأسماء التي ستشغل مناصب السفراء لدى الدول الحليفة والصديقة، أما بخصوص مغادرة السفير الأمريكي الأسبق ديفيد فيشر، سفارة واشنطن بالمغرب، في يناير الماضي، بعد تنصيب بايدن رئيسا، فالأمر طبيعي ويتماشى مع الممارسة المعتادة للسفراء الأمريكيين المعينين سياسيا، حيث ينهون مهامهم الدبلوماسية عند بداية كل إدارة رئاسية جديدة.

تعليق واحد

  1. سلام الله عليكم
    انه راي صائب في هذا التحليل وانها قراءة من عمق الأشياء لان امريكا تعي ما تقوم به وهي لا تحط قدما حتى تفكر الف مرة حتى اذا لم تنجح تعلم في وقت قياسي ابن مكمن الخطأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى