“الطيران المنخفض التكلفة” يخشَى طرده من المغرب

متاعبُ شركات الطيران المنخفض التكلفَة لا يبدُو أنَّها ستنتهِي عند الضريبة التِي فرضتهَا حكومة عبد الإله بنكيران، على تذاكر “الجو” اعتبارًا من فاتح أبريل المَاضِي، بقدر ما تتخذُ أشكالًا أخرَى قدْ يضطرُّ معهَا عددٌ منها إلى مغادرة المغرب، بسبب ما يرى المراقبُون أنَّهُ تضييقٌ على برمجةِ رحلاتهَا من المطارات المغربيَّة، بصورة غير مباشرة.
التضييقُ المغربيُّ على شركات الطيران المنخفض التكلفة، يقول الموقع المختصُّ في الطيران “tourmag، إنهُ يتمُّ عبر تحديد إقلاعها بالركاب من مطاراتٍ معينة، مثلَ شركة ” Vueling”، التِي كانت تقوم برحلاتٍ يوميَّة بين باريس والدار البيضاء، قبل أنْ تتلقَى خبرًا مفادهُ أنَّ عليها ابتداءً من مارس الماضي، أنْ تقلَّ ركابهَا من الرباط، فيمَا يستأثرُ مطار محمد الخامس بالدَّار البيضاء بحواليْ 70 في المائة من الرحلات الجوية بالمغرب ويلقى إقبالًا يفوقُ نظيره بالرباط كثيرًا.
المنبرُ ذاته أوردَ أنَّ لجنة حديثة أنشئتْ لتوزيع نقاط الإقلاع، أربكتْ الخطوط الجديدة، ولمْ تكن “فولينغْ” الوحِيدة التي دفعت ثمنًا، بلْ إنَّ شركة “easyJet” نفسها تضررت، كمَا ” Transavia” التي كانت تأمل أنْ تلقى دعما في المغرب من مكتب السياحة، فإذا بها تجد نفسها غيرمرحب بها في مطار الدار البيضاء.
في غضون ذلك، ترَى “تورماغ” أنَّ الروايَة الرسميَّة للمغرب التي تعزُو فيه الاضطرار إلى تحديد نقاط إقلاع بعض الشركات من خارج الدار البيضاء، إلى غياب المكان الذي يمكن تخويله لتلك الطائرات، سيما أنَّ مطار محمد الخامس، الذي يعدُّ الأوَّل في المملكة، مملوءٌ عن آخره، اليوم، يشهدُ توسيعًا اضطرَّ إلى إغلاق المحطَّة الأولَى.
وتبلغُ سعة محطَّتَيْ مطار محمد الخامس في الدار البيضاء معًا 6.5 مليُون مسافر، في حين أنَّ الحركة تصلُ سنويًّا إلى ما يربُو على 8 ملايين مسافر. وهو ما يأتِي المشروع الجديد إزاءهُ من أجل رفع الطاقة إلى 21 مليون مسافر، لمْ يجرِ الشروع فيه بعد.
ولا يبدُو “لوتور ماغ” مقتنعًا بمسوغات المغرب، مرجحًا أنْ يكون توزيع نقاط الإقلاع بما تبعد معه شركات الطيران المنخفض التكلفة إلى خارج البيضاء، بمثابة تمكين مباشر للخطوط الملكيَّة المغربيَّة التِي يمثلُ مطار الدار البيضاء 50 بالمائة من أنشطتها، الأمر الذي يجعلُ إبعاد شركات الـlow cost إلى مطارات أخرى في المغرب بمثابةِ إخلاءٍ للساحة أمامها من المنافسين.
حريٌّ بالذكر أنَّ وزارة السياحة في المغرب كانتْ قدْ شرعت منذ الفاتح من أبريل المنصرم، فرض ضريبة مائة درهم على كل تذكرة جوية من المغرب، بالنسبة إلى الدرجة الاقتصاديَّة، وَ400 درهم لدرجة الأعمَال، وهو ما كانَ قدْ أثار استياءً لدى شركات الطيران المنخفض التكلفة، فأعلنتْ كلٌّ من “Ryanair” وَ “easyJet” عنْ إقبالهما على إلغاء عدَّة رحلاتٍ من المغرب صوب مطاراتٍ أوروبيَّة، في ردِّ فعلٍ، رآهُ بعض المراقبين مجرد مناورةٍ للضغط على المغرب.
هسبريس