الرأي | إشكالية قضية المرأة في كتب وقراءات مختلفة
بقلم: عائشة بوزرار
كثيرة هي المؤلفات التي تناولت قضايا متنوعة مرتبطة بالنسوية والأبوية، والتي تتضمن مواضيع مثل حقوق الإنجاب، وتأثير الليبرالية السجنية على النساء، فضلا عن نقد فكرة المساواة كـ”وهم”، حيث تقدم هذه الأعمال رؤى قيمة تساعد على فهم أعمق لمفهوم النسوية في سياقات متعددة، مما يجعلها قراءة مهمة لكل من يهتم بهذه القضايا.
في كتاب “حياة المرأة هي حياة إنسان”، تقدم المؤرخة فيليسا كورنبلاه القصة غير المروية للناشطين اليوميين الذين عرفوا هذه الحقوق وحققوها، في السنوات التي سبقت وبعد حكم “رو ضد وايد” الذي جعل الإجهاض قانونيا بموجب القانون الفيدرالي في هذا الكتاب، الذي يتناول حركتين في نيويورك غيرتا السياسة المتعلقة بحقوق الإنجاب: “النضال من أجل تقنين الإجهاض”، و”النضال ضد إساءة التعقيم”، التي كانت تحدث بشكل غير متناسب في المجتمعات الملونة، وكانت جزء مركزيا من نشاط يتمحور حول الحق في إنجاب الأطفال، بالإضافة إلى الحق في عدم إنجابهم، وكل مبادرة حققت انتصارات مهمة، اعتمدت على قوة الناس وليس على المحاكم الفيدرالية، حيث يسلط تاريخ هذه الحركات الضوء على قضية “رو” والحقوق الدستورية، وعلى صعوبة وأهمية تحقيق نسوية شاملة، وعلى السياسة الإنجابية اليوم.
على مدى أكثر من قرن، كافحت النساء من أجل المساواة، ومع ذلك، كانت معاركهن ناقصة، حتى الحقوق المحمية دستوريا يمكن سحبها من قبل القضاة وتقويضها من قبل المشرعين، لكن المشكلة الأكبر تكمن في مفهوم المساواة ذاته، ففي كتابها “تحرر من القيود”، تقدم الكاتبة مارسي بيانكو حجة قوية مفادها أن مفهوم المساواة هو “وهم”، وهدف غير واقعي لا يمكنه معالجة أشكال التمييز والاضطهاد التاريخية، حيث استعرضت تاريخ النضال من أجل حق المرأة في التصويت وما تلاه، موضحة كيف تم تصميم المساواة لإبقاء النساء والمجتمعات المهمشة في دائرة السعي وراء هدف غير قابل للتحقيق، وتشير إلى أن هذا السعي قد أدى إلى عقلية خبيثة تقيدنا ضمن ثنائية جندرية وسياسات اختزالية، تدعو إلى استعادة السلالة النسوية المنسية، مؤكدة أن الحرية وحدها يمكن أن تحرر النساء من هذه القيود.
وتقترح ثلاث ممارسات للحرية تمكنهن من استعادة سلطتهن واستقلالهن الجسدي، وعلى الرغم من النضالات المستمرة لأكثر من قرن، تظل الإخفاقات متكررة، حيث يمكن سحب الحقوق الدستورية أو تقويضها، مما يبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر في مفهوم المساواة نفسه..
ونجد في كتاب “مصنوع في مصر” للكاتبة ليزلي تي تشانغ، واقع النساء في مصر، في ظل تحديات العولمة والتقاليد، من خلال قصص ثلاث نساء: ريهام، سيدة أعمال تدير مصنع ملابس وتواجه صعوبات في المنافسة؛ رانيا، تعمل في خط إنتاج وتطمح للترقية رغم العقبات الشخصية؛ ودعاء، تسعى للحصول على التعليم والاستقلال، لكنها تضحي برؤية أطفالها للحصول على الطلاق، وتشارك تشانغ تجربتها الشخصية في مصر، موضحة التمييزات التي تواجه النساء العاملات، وتغوص في تاريخ صناعة النسيج المصرية وتأثير الأحداث السياسية والاجتماعية على خيارات النساء، وفي النهاية، يقدم الكتاب رؤية عميقة عن التوازن الصعب الذي تحاول النساء تحقيقه بين العمل والحياة الشخصية.
أما الكاتبة فيكتوريا سميث، فتتناول في كتابها “الساحرات”، الأسباب التي تجعل النساء في الأربعينات وما فوق يتعرضن لنوع من الاستهجان العام، ففي السنوات الأخيرة، ومع تصاعد سياسات الهوية، وجدت النساء في منتصف العمر أنفسهن محط حديث وكتابة ككائنات ذات قيمة أخلاقية متدنية، تعتبر رمزا للتعصب والأنانية، ويُنظر إليهن على أنهن جديرات بالتجاهل أو الشفقة أو الإساءة.