الرأي | هل من عناية خاصة بالمتقاعد في ظل غلاء المعيشة ؟
بقلم: الحسن العبد
إن المتقاعد هو كل من يتوقف عن العمل بشكل دائم، وعادة ما يكون ذلك بسبب تقدمه في السن، ويمكن تعريف التقاعد على أنه الانسحاب من الوظيفة أو المهنة أو الحياة العملية النشطة، وقد يتقاعد الشخص أيضا جزئيا عن طريق تقليل ساعات العمل أو عبء العمل، حيث يختار العديد من الأشخاص التقاعد، أو الإحالة عليه عندما يكبرون أو يصبحون غير قادرين على القيام بوظائفهم لأسباب صحية.
وبالنسبة لبلادنا، توجد ثلاثة صناديق أساسية لإدارة المعاشات، هي الصندوق المغربي للتقاعد، الذي يُدير معاشات الموظفين الحكوميين، مدنيين وعسكريين، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الذي يدير معاشات العاملين في القطاع الخاص، فضلا عن النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، ويدير معاشات العاملين في الجهات الحكومية المحلية.
غير أن التقاعد لا يعني نهاية حياتك، بل هو مرحلة وجزء منها، كما يقول بعض المتقاعدين الحيويين، فأنت الآن مستقر ماديا مهما كانت نسبة الدخل قليلة وغير كافية، أو متوسطة تناسب تكاليف الحياة، أو تقاعد مريح بالنسبة لكبار المسؤولين والأطر العليا ومن يسير في فلكهم، وأنت ما شاء الله تتمتع بنضج عقلي ويحتاج المجتمع لتجربتك، لكن تحتاج إلى بعض الأمور التي تجد فيها سعادتك، وهذا هو مربط الفرس، ومنها تكون رسالتك الأعمق في الحياة، فالإنسان لا يستطيع العيش من دون دافع قوي، فهو دائم البحث عن معنى لحياته، عندما يتمكن من الإجابة بشكل جيد عن الأسئلة الكبيرة المتعلقة بحياته الجديدة..
والسؤال المطروح هو: هل نظام تقاعدنا قوي من الدرجة الأولى، يوفر فوائد جيدة، ومستدام، ويتمتع بمستوى عال من النزاهة؟ هل المتقاعدون ببلادنا يحصلون على دعم جيد ويتم الاعتناء بهم ؟
إذا ما ألقينا نظرة وجيزة على حياة المتقاعد في الدول الغربية وبعض دول الخليج، فسوف تجد الهوة شاسعة بيننا وبينهم.. ففي أوروبا تعنى الدولة بهم من الناحية الصحية بشكل جيد جدا، وللمتقاعدين والمتقاعدات وكل كبار السن بطائق خاصة لامتطاء كل وسائل النقل بالمجان، حالة إنجلترا مثلا تثير العجب والاندهاش، فالكل مستريح ويمارس هوايته بأريحية كبيرة.
وفي بعض الدول عادة ما يعود الإنسان بعد التقاعد إلى ممارسة أنشطته وهواياته التي أهملت بسبب الضغوط المهنية، لتتحول بعض تلك الهوايات إلى وسائل لقتل الفراغ، ومن الممكن أن تكون مصدر رزق تدر على المتقاعد مردودا ماديا هذا لمن له هوايات، كما أننا نلاحظ نشاطا كبيرا في الأسفار والسياحة المنظمة لمتقاعدي الغرب الذين يحيون حياة جديدة، في حين أنه في بلادنا، عند تجاوز ستين سنة، نكون ممنوعين من أي سلف أو قرض بنكي !! ومثقلون بالضرائب والهموم، وبقلة الشيء في ظل غلاء المعيشة..