الرباط – الأسبوع
يعاب على حكومة عزيز أخنوش ضعف التواصل مع الرأي العام والمواطنين عند حدوث وقائع أو حوادث تشغل المغاربة، إذ تلتزم الصمت أو تختفي عن الأنظار إلى حين مرور “العاصفة” أو قيام السلطات بالتدخل.
لهذا يبقى التواصل أسوأ نقطة عند الحكومة رغم توفرها على وزير ناطق رسمي مهمته التواصل مع الإعلام وكشف مواقف الحكومة بخصوص العديد من الملفات وبرامجها ومنجزاتها، لكن دون الكشف عن قراراتها بشأن بعض الأحداث التي تقع في البلاد، مثل الفيضانات أو الاحتجاجات أو الهجرة أو الغلاء..
فالعديد من الإجراءات تتخذها الحكومة بشكل فردي دون أن تقدم توضيحات للرأي العام، أو تكشف عن الأسباب أو تطمئن المستهدفين أو المتضررين من هذه الحوادث، أو تنوير الرأي العام، خاصة وأن هناك أمورا جد مهمة تحدث دون أن يكون هناك تفاعل من قبل الحكومة.
استراتيجية التواصل الحكومي منذ تنصيب هذه الحكومة كشفت العديد من الثغرات والفجوات والتباعد الكبير بينها وبين الرأي العام الوطني، بسبب سياسة الهروب أو طريقة “خليها تخليك” لعدم المواجهة أو فقط للتوضيح.
لهذا اعتبر العديد من المحللين والمراقبين، أن معضلة حكومة أخنوش هي ضعف التواصل وغياب سياسة تواصلية لدى الوزراء باستثناء البعض منهم، مما يتطلب استراتيجية إعلامية متكاملة لا ترتبط بظرفية سياسية أو اجتماعية خاصة، يشكل فيها التواصل المنتظم والمدروس آلية أساسية في التفاعل مع مكونات الرأي العام.
في هذا السياق، استفسر محمد أوزين، عضو الفريق الحركي بمجلس النواب، عن غياب صوت الحكومة عن نازلة الفنيدق والشروع الجماعي لآلاف الشباب في الهجرة نحو سبتة المحتلة، وتداعيات هذه الأزمة الخطيرة وغير المسبوقة، قائلا أن المغاربة استغربوا لغياب صوت الحكومة إزاء هذه الأحداث الخطيرة، وغياب أي رد فعل من جانبها لا على مستوى التواصل ولا على مستوى المبادرة، تاركة الرأي العام الوطني فريسة لأخبار ومشاهد يتداخل فيها المزيف بالحقيقة، والواقع بالفبركة.