الرأي | بين الثابت والمتغير.. المغرب والجزائر مصير مشترك
بقلم: المختار العلوي
في ظل الأجواء والتجليات الربانية الدائمة التي نعيشها بقدسية ورمزية خير البرية في الزمان والمكان والإنسان شكلا ومضمونا في رحاب التحولات المناخية والمتحورات الوبائية، والتي تزامنت مع المتغيرات والتحولات الاجتماعية والدولية، وفي الوقت الذي اتجهت فيه أنظار العالم إلى المناظرة التلفزية بين مرشحي الحزب الديمقراطي والجمهوري، بين رجل أمريكا وامرأة أمريكا القوية الجديدة، بعد أن ذهل الجميع فيما قبل بمحاولة اغتيال ترامب والظروف الصحية التي ألمت بالرئيس بايدن، في الوقت الذي سئم فيه الجميع ودائما عبر التلفاز من رحى الحرب الدائرة في غزة وأوكرانيا، لذلك يتطلع المجتمع الدولي ومعه المغرب إلى الانتخابات الأمريكية ويولي إليها واسع اهتمامه بعد أن تتبع الجميع الانتخابات الإسبانية والفرنسية والبريطانية، والتي أفرزت خريطة وتوجها جديدا داخل وخارج هذه الدول، وستنعكس لا محالة على الاتحاد الأوروبي وسياسته على دول الاتحاد الإفريقي، مما عجل بتحرك العملاقين الصين واليابان في الاستثمار وسياسيا واقتصاديا في إفريقيا، كما وجد فيها المغرب زاده وإلهامه وعبقريته الاقتصادية والدبلوماسية للصعود إلى النادي الدولي في ظل احتفاظه بعلاقات ممتازة مع الولايات المتحدة في التعاون العسكري (مناورات الأسد الإفريقي) والاعتراف بمغربية الصحراء، والتطلع إلى النهوض بالتعاون الاقتصادي والثقافي في الفائز في الانتخابات الأمريكية بعد أن يعطي الناخب الأمريكي والعربي ومعهم اللوبي اليهودي صوته للعملاق الجديد سيد أو سيدة البيت الأبيض.
ترى كيف ستكون علاقة البيت الأبيض مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسكو؟ وهل سيتأجج السباق نحو التسلح أو إلى صناعة السلام في العالم، وسلام الشجعان في الشرق الأوسط كما قال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله، والسلام الحقيقي الذي طالما دعا إليه رجل السلام الملك الحسن الثاني رحمه الله (كتاب التحدي وذاكرة أمة).. كلها ثوابت لهذه المتغيرات.. فكيف سنتعامل مع الذكاء الاصطناعي الذي فيه الإيجابي والسلبي باستخدام ذكائنا الفطري؟ وهل يمكن أن نحمي أرضنا وفضاءنا الأزرق ونحافظ على مياهنا الإقليمية ؟
فقد حان الوقت لنستلهم العلاقات الدولية في المجال النظري والعملي من الانطلاق في علاقة الإنسان بخالقه وعلاقته بنفسه وعلاقته بالآخرين، واحترام التاريخ والجغرافيا والحقوق والواجبات.. تلك هي الآليات التي ستعمل على تحديث الأمم المتحدة وميثاقها وتفعيل قراراتها.
كما لا يمكن إدراك ذلك إلا بمزيد من المبادرات وخلق حوار بين الحضارات والأديان والثقافات، والتواصل بين الإخوة والأصدقاء والأعداء.. فقد حان الوقت لنقتدي بالنجاح الباهر الذي حققه مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي في النظرة والفهم والإنتاج، ذلك ما ينتظر اتحاد المغرب العربي والعلاقة العميقة الخالدة بين المغرب والجزائر التي ليس لها بديل في العالم، لأنها هي صمام الأمان والأمن في إفريقيا وفي المحيط الأطلسي وفي ضفة البحر الأبيض المتوسط، فالمغرب والجزائر لا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما، فتمة روابط قوية تجمع البلدين والشعبين، وكم كنا سعداء لنستقبل العائلات الجزائرية المحبوبة وكانت مفخرة لي شخصيا عندما استقبلت شابة جزائرية جميلة شكلا ومضمونا اسمها الجزائر، سنها يحمل وئام جزائر بوتفليقة رحمه الله، لذلك أعتبر أني التقيت بالجزائر البلد الشقيق الجميل الذي هذه المرة يمشي بخطى حثيثة.. فما أحوجنا أن نعي ونتذكر تاريخنا ومستقبلنا المشترك الذي يذوب فيه كل شيء أكثر من الجليد، لذلك فالمغرب العربي لا يمكن أن يكون بدون الجزائر ولا بدون المغرب، وهذا ما نطمح إليه..
تعقيبا على مقال المغرب والجزائر مصير مشترك
ببساطة ان ما يقع بين المغرب والجزائر يمكن ان نلخصه فيما يسميه المغاربة ” شدليا نقطع ليك” … او ما يسميه علماء السياسات الاستراتيجية ” الحرب الباردة” …. وقد قرأت كثيرا مما كُتب في موضوع العلاقات المغربية الجزائرية، فاختلط علي الحق بالباطل، وبعد تفكير عميق قررت ان ارجع الى الاصل واسأل جدّي الرجل الاُمّي البسيط المتواضع فقال : يا بني ، ان دول المغرب العربي امة واحدة، لغة واحدة، دين واحد ومصير واحد، لا ينقصهم سوى حاكم واحد حتى يصيرو في طليعة الاقوياء الذين يُحسب لهم الف حساب. فقلت : يا جدي زدني ايضاحا. فقال : هذه الدول كسفينة واحدة ، مقدمتها المغرب ووسطها الجزائر ومؤخرتها تونس، ففوزهم واحد واخفاقهم واحد ويد الله مع الجماعة . فقلت : يا جدي انهم يخوضون معارك باردة ضارية حول الزليج والقفطان ومسائل تافهة … فقال جدي : هذه مسائل داخل في الموروث الجماعي للشعوب، وإني ارى لدرء الفتنة ان يتخصص المغرب في القفطان ويتخصص الجزائر في سرواله، وان يتخصص المغرب في الزليج البلدي والجزائر في الزليج الرومي ، وان يبيع المغرب الطون والجزائر يبيع الحرور.فقلت: حفظك الله يا جدي لقد اقنعتني بهذا المنطق البسيط. فضحك وقال: ” سهلها تسهال ” . فقلت: لكنهم يزعمون ان منصف السلاوي الذي كلفه الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب للبحث عن لقاح فيروس كرونا هو كذلك جزائري . فسكت جدي قليلا فقال : اما هذه المسألة فهي سهلة يسيرة، فنأخذ نحن المغاربة ” منصف” ويأخذ الجزائريون “السلاوي” لكنهم مرةبعد مرة يستبدلون السين بحرف القاف، لان الاكثار في أكل السلاوي مضر بالصحة. فضحك ضحكة طويلة تردد صداها في جبال القرية.فقلت متباهيا : هذا جدّي فليرني احدكم جده.