الرأي | مونديال 2030 وسؤال التراث الثقافي والتاريخي للمغرب
بقلم: الحسن العبد
تعتبر كرة القدم بحق الرياضة الأكثر شعبية وانتشارا في العالم، ويتم لعب هذه الرياضة في كل وقت وحين، وبكل أماكن العالم، وهناك مواسم خاصة تشهد فيها هذه اللعبة السحرية إقبالا جماهيريا كبيرا، كنهائيات كأس العالم بالدرجة الأولى.
وقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن شروط ترشح الدول لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030، وتركزت هذه الشروط على جودة وسعة الملاعب المستضيفة لـ 48 منتخبا و104 مقابلات، وكانت من نصيب المملكة المغربية بالتشارك مع كل من البرتغال وإسبانيا.
وأكدت “الفيفا” أن هذه الدول يجب أن تمتلك بنية تحتية رياضية عالمية المستوى، والمغرب مثله مثل الدولتين الأوروبيتين الجارتين، يستعد على قدم وساق لإنجاح هذه التظاهرة العالمية الكبرى.. فبعد 5 محاولات، نجحت المملكة المغربية في الظفر بحق استضافة كأس العالم بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم نجاح الملف الثلاثي المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، وتعد هذه النسخة سابقة في تاريخ البطولات العالمية، حيث ستنطلق في قارة وتنتهي في قارتين، وستستضيف الأوروغواي والباراغواي والأرجنتين المباريات الثلاث الأولى، وذلك للاحتفال بمرور 100 عام على انطلاق أول بطولة لكأس العالم في كرة القدم، ثم تنتقل المنافسات إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وقد أصبح تنظيم كأس العالم ليس مناسبة رياضية فحسب، بل فرصة لتحقيق فوائد اقتصادية للبلدان المنظمة على مستوى السياحة والخدمات والبنية التحتية وغيرها من المجالات التي ستتأثر بشكل إيجابي، فكيف سنستقبل اللاعبين والمحبين وحشود المتفرجين وكل الزوار من كل بقاع العالم باختلاف العادات والتقاليد والطبائع ؟
في مونديال قطر الشقيقة، فرضت الدولة خصوصيتها الثقافية رغم كل الانتقادات التي وجهت إليها، ونحن بدورنا لنا موروث حضاري وهوية خاصة تميزنا عن غيرنا من البلدان، فالمغرب بلد متعدد في مكوناته القومية واللغوية والثقافية ويتميز بموروث من التقاليد المتناقلة من جيل إلى جيل، وفي نظري، وأظن أن كل أحرار بلادنا يتقاسمون معي الفكرة، يجب أن تتكاثف الجهود من قبل الجميع لإنجاح هذه التظاهرة العالمية بطريقتنا، ولا نقبل بأي طريقة أخرى لا تتواءم مع خصوصيات المغاربة ولا تتماشى مع هويتنا.. لا يجب القبول بكل ما من شأنه أن يخرب تراثنا الوطني، لا للكحول في الأماكن العامة ولا للتمظهرات المثلية، أو أي شيء من هذا القبيل (من ابتلي يستر نفسه)، نرحب بسكان القارات الخمس بتمغربيت، فنحن كرام أبناء كرام، ولا نقبل بكل رذيلة تفسد ما بنيناه، وتعرض إرث الأجداد من الفضيلة للضياع، بروح رياضية سنستقبل اللاعبين والزوار، فليحترموا أهل الدار لأن أركان بيوتنا تتلألأ بالتقوى.