الرأي

الرأي | شيء من حياتي (4)

بقلم: نور الدين الرياحي

    يسجل الفصل العاشر من كتاب “شيء من حياتي” المعنون بـ”وجوه من حديد”، استدعاء الموسيقار عبد الوهاب الدكالي بمدينة الرباط، لتسجيل قصيدة “النهر الخالد” مع الجوق الوطني، وتقاضي أول أجرة فنية بلغت ثلاثين ألف فرنك، أما في الفصل الحادي عشر، ففي غمرة فرحه وامتطائه قطار فاس وفي طريقه إلى منزله ومصادفته وجوها حزينة ونظرات منكسرة، فاجئ مغشيا عليه بخبر وفاة أخته فتيحة، التي لم تكتب لها مشاهدة نجاح من قدمته للغناء، وفي الفصل الثاني عشر، الذي يفسر سبب موت فتيحة البالغة من العمر تسعة عشر عاما، ذلك أنها كانت تعيش قصة حب مع شاب كانت تهواه ويبادلها نفس الحب، غير أن الأقدار لم تشأ ولم يتحقق حلمها بالزواج، وكانت الصدمة عليها قاسية فانتقمت لنفسها وحبها(…)، وواراها التراب، ليحمل الفصل الثالث عشر عنوان “طيف أختي”، وحالة الاكتئاب والإحباط التي عاشها الكاتب في الغرفة التي كان يتقاسمها معها، والتي بقي شريط ذكرياتها معه يمر كل لحظة، مما دفعه إلى مغادرة فاس ليتخلص من هذا الكابوس الذي ظل جاثما على نفسه، ملتحقا بالإذاعة الوطنية بالرباط.

ثم عنون الكاتب الفصل الرابع عشر بـ”مطرب ناشئ”، وتحدث عن استقباله من طرف مدير الإذاعة وكيف فرض عليه العمل بجوق المنوعات إلى أن حدثت وعكة صحية للموسيقار أحمد البيضاوي، الذي نادى عليه من أجل غناء “يا فاس حيا الله أرضك” بعدما غنى قبلها “مول الخال” و”الغادي في الطوموبيل” اللتين لقيتا شهرة كبيرة مكنته فيما بعد من تقديم استقالته من أجل الاستقلال بتلحين أغانيه.

أما الفصل الخامس عشر، فيتكلم عما بعد الاستقالة من الإذاعة (1960) والعودة إلى المسرح والالتحاق بالفرقة التابعة لوزارة الشبيبة والرياضة مع زمرة من خيرة الفنانين، أمثال أحمد الطيب لعلج ومحمد عفيفي وفاطمة الركراكي وفاطمة الزياتي وعزيز موهوب وغيرهم.

تتمة المقال تحت الإعلان

والفصل السادس عشر “ظلم القدر”، يتعلق بجولته في المسرح وعند افتتاح الستار ليقوم بدوره، أخبر بوفاة والدته الحاجة الضاوية، فكتم الأمر وأدى دوره كاملا بدموع الألم في التاسع من رمضان سنة 1961، وستر الخبر عن أعضاء الفرقة وصعد ذلك الألم الذي ظل يختزنه في قلبه المرهف بالتألق في ذلكم الدور الذي أسند إليه في المسرحية تحت هتاف الجمهور، أما الفصل السابع عشر، فهو بداية المجد الفني مع أغاني “أجي نتسالمو” و”أنا مخاصمك” و”بلغوه سلامي”، وبداية الحب وعشقه لتلك الفاتنة ذات الأربعة عشر ربيعا، والتي ظل يحتفظ بصورتها لنفسه بعدما اختفت ولم يعرف مصيرها.

وعنون الفصل الثامن عشر “الدكالي أصبح ملحنا”، وهو فصل يتحدث عن العقول المتحجرة والمصاعب وأعداء النجاح الذين كانوا يضايقونه بسبب عزمه على الانفراد باستقلاليته في رسم طريقه الفني، والتي تغلب عليها وكانت سببا ككل الناجحين في صمود وتكوين شخصيته الفنية بفضل الإيجابية التي كان يستقبل بها تلك الضغوطات واللامبالاة التي كان يخفض لها جناحه من الانتقادات ككل العباقرة الذين عرفتهم البشرية.

يتبع

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى