تلقى مسؤولو إذاعة غرداية بالجزائر تعليمات صارمة من السلطات العليا بالجارة الشرقية بالامتناع عن بث أي أغنية مغربية، حيث لم تبث هذه المحطة الإذاعية المحلية أية أغنية مغربية منذ السادس من يوليوز المنصرم، وهو اليوم الذي عرف بث أغنية وطنية حماسية، ما أفضى إلى متابعة قضائية للإذاعة.
وأفادت صحيفة “وقت الجزائر” بأنه منذ ما سمتها الفضيحة التي هزت الإذاعة المحلية بغرداية، إثر بث نشيد وطني مغربي، تزامنا مع الاحتفال بعيد استقلال الجزائر الموافق لـ5 يوليوز، لم تشهد هذه المحطة الإذاعية بث أي أغنية مغربية مهما كانت، بسبب تلقي تعليمات صارمة بمنع بث الأغاني المغربية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن المنشطة المتهمة الرئيسية في الحادثة تضاربت في تصريحاتها أمام التحقيق، حيث قالت تارة إنها وجدت التسجيل على مستوى الإذاعة المحلية في مكتبة الأغاني داخل ملف الأناشيد الوطنية، ثم تراجعت بعد ذلك، وقالت إنها حصلت عليه من موقع ما في الانترنت.
ومُثل ثلاثة موظفين بإذاعة غرداية، قبل أيام خلت، أمام لجنة داخلية للتحقيق، على خلفية بث أغنية اعتبرتها تمجد الملك محمد السادس، ويهم الأمر الأشعار التي تستعمل حاليا كنشيد لحزب الاستقلال، وتقول: “مغربنا وطننا روحي فداه..ومن يدس حقوقه يذق رداه”، ومقطع آخر يقول “وحسبنا إيماننا..هو القوة هو العتاد، لا نرغب لا نرهب كيد الأعادي.. لكن نزد تفانيا في الاعتقاد”.
ويقول مقطع آخر من الأغنية الوطنية التي بثت كاملة في ذات المحطة الإذاعة الجزائرية، ولم تستسغها سلطات البلاد هناك، “إلى الأمام تقدموا بني البلاد..نبعث فخار قومنا بالاجتهاد..صوت الضمير صوت البلاد دوما ينادي..إلى الأمام تقدموا بني البلاد..ورددوا بحزبنا..يحيا الملك يحيا الوطن”.
وأفادت الصحيفة الجزائرية المذكورة بأن التحقيق أشار إلى أن “المكلف ببث الأغنية وقتها، شخص تبين أنه من المتورطين في أحداث غرداية، ومن دعاة الفتنة، ومعروف عنه نشاطه التحريضي في المنطقة”، مضيفة أن هذا تم بالتزامن مع أصابع الاتهام الموجهة للمغرب بشان تورطه في أحداث غرداية.
ودائما وفق مصادر الصحيفة الجزائرية، فإن المديرية العامة للإذاعة فتحت تحقيقا في قضية إذاعة غرداية، حيث استدعت المعنيين بالقضية لمعرفة تفاصيلها، خاصة بعد أن ثبت أن الشريط المعني غير موجود بمكتبة إذاعة غرداية، وبأن أحدهم قام بإدخاله إلى الأستوديو، بهدف بثه على المباشر”.
وتعود واقعة إذاعة هذه الأغنية على أمواج إذاعة غرداية إلى 6 يوليوز الماضي، ضمن برنامج “الميكروفون الصحي”، حيث تزامن ذلك مع الأحداث الدموية بين الأمازيغ والعرب في تلك المنطقة، وأسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص، كما صادفت ذكرى عيد الاستقلال.