ثقافة | قصة دخول أول طائرة إلى المغرب أيام مولاي حفيظ

تعززت الساحة الثقافية بمولود جديد تحت اسم “تاريخ الطيران بالمغرب: المرحلة الكولونيالية” لمؤلفه حسن لغدش، المراكشي الولادة والنشأة، وهو أستاذ باحث يصنف في خانة الكتاب المجدين والمجددين ومن بين نقاد الفن الشكيلي المرموقين، وحسب بعض المهتمين بالحقل الثقافي، يعتبر هذا المولود قيمة مضافة للخزانة الوطنية، حيث شهدت “دار الفنون” بالرباط مؤخرا، حفل توقيع الكتاب بحضور نخبة من المفكرين والمثقفين المهتمين، ولم يخف المؤلف أثناء النقاش المفتوح صعوبة المهمة من أجل الوصول إلى الأرشيف والوثائق، حيث يتطلب الأمر وقتا طويلا وإجراءات خاصة للحصول على تراخيص مع التحلي بالصبر الجميل.
وبإيجاز شديد، تطرق الكاتب في مؤلفه إلى بداية الطيران بالمغرب عبر المنطاد سنة 1907، وكانت الغاية هي التعرف على جغرافية البلاد لأهداف أمنية، ومراقبة تحركات السكان، تلتها تجربة شتنبر 1911، بدخول أول طائرة للمغرب تزامنا مع الأزمة السياسية خلال حقبة السلطان مولاي حفيظ، الذي طلب من الفرنسيين إعادة النظام بمدينة فاس، وبمجرد توقيع معاهدة الحماية سنة 1912، لم يتأخر الفرنسيون في تأسيس الطيران الفرنسي ومن بين النقط السوداء لدخول الطيران الفرنسي للمغرب، حرب الريف، التي استعملت فيها قنابل أمريكية الصنع ووجهت بمقاومة شرسة باءت بالفشل رغم محاولة محمد بن عبد الكريم الخطابي بمساعدة طيارين أمريكيين، بالإضافة للحدث المأساوي المعروف بـ”تفجير الشاون”، كما لم يفوت الكاتب حسن لغدش الفرصة لتسليط الضوء على جزء من حياة ثريا الشاوي، أول مغربية ربان لطائرة، والتي تعرضت لعملية القتل من طرف شخص رفضت الزواج منه.
على العموم، يتضمن الكتاب معلومات وحقائق تاريخية لا تخلو من أهمية جديرة بالمطالعة والقراءة.