19 نونبر.. اليوم العالمي للرجل وللمرحاض

    مر اليوم العالمي للرجل 19 نونبر 2024، في صمت مريب دون أن يعلم به أحد أو يأبه له المسؤولون، ولا السياسيون أو المنظمات النسائية، في غياب منظمات رجالية، للاحتفاء بالرجل الذي يعطي ما لديه للعمل والإدارة وللأسرة.. دون أن يحظى بأي اعتراف أو تكريم والتفاتة من قبل وسائل الإعلام.

فعند حلول يوم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة، تحصل النساء على اهتمام كبير من مختلف الهيئات والمنظمات الحقوقية والحزبية والوزارات والمؤسسات العمومية، وتنظم أمسيات موسيقية وحفلات وندوات ثقافية وفكرية إنصافا واعترافا بعطاء المرأة في المجتمع، والإشادة بدورها في البيت والعمل والمدرسة، حيث يتم توزيع الورود والهدايا ومنح مالية، وجوائز متنوعة، وسفريات لأداء مناسك العمرة، تحت تغطية إعلامية واسعة لجميع الأنشطة النسوية في جميع مدن المغرب، وفي المقابل، يتم تجاهل اليوم العالمي للرجل يوم 19 نونبر، دون اتخاذ أي مبادرة أو التفاتة أو اعتراف تكريما للرجال الموظفين ذوي الكفاءة العالية في الإدارات والمؤسسات العمومية والتعليمية، أو القريبين من التقاعد هذه السنة، أو الأساتذة والموظفين الذين قضوا سنوات طويلة في الخدمة داخل الوزارات والمؤسسات العمومية والبرلمان والمجالس المنتخبة والجماعات، أو في المقاولات والقطاع الخاص، حيث يلاحظ أن يوم الرجل العالمي غير موجود في أجندة الإدارات والوزارات وكأن هذه المناسبة بدعة محرمة شرعا، ولا يجوز الاحتفال بها أو تكريم الرجال فيها، لأنه ربما الاهتمام بهذا اليوم يشكل منافسة وليس مناصفة مع النساء اللواتي يحتفلن بيومهن كل سنة تحت أضواء وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإلكترونية..

ومن غرائب الصدف، أن اليوم العالمي للرجل الغير معترف به رسميا، يتزامن مع اليوم العالمي للمراحيض، الذي يدل على احتقار كبير للرجل من قبل المنظمة الدولية، التي اختارت الاحتفال بالمرحاض يوم 19 نونبر، مما يعتبر اعتداء على يوم الرجال.

ويبقى السؤال: لماذا لا تقوم أي منظمة نسائية بمبادرة لتكريم الرجال خلال يومهم العالمي؟ ومتى يتم الاعتراف بيوم الرجال كشركاء للنساء في المجتمع وليس كأعداء ؟