كان الانفصاليون الإسكتلنديون، متأكدين من فوزهم في الاستفتاء الذي نظم في إقليمهم يوم الأحد الماضي، علما بأن الاتجاه الانفصالي في إسكتلندا قوي، ومبني على اختيارات عقائدية متأصلة.
إلا أن انفصال إسكتلندا، كان سيعتبر ضربة قاسية لبريطانيا، التي كانت ستحرم من وصفها بريطانيا العظمى، لولا أن الملكة الحكيمة، إليزابيت، بعدما عرض عليها أعضاء الحكومة أن تتدخل لدعوة الإسكتلنديين إلى البقاء جزءا من مملكتها، رفضت وكأنها تقول: إذا أرادوا الانفصال، فبريطانيا ستبقى.
وكانت الكلمة الأخيرة للشعب الإسكتلندي وعاصمته أدنبره وقد رأى أنه سيصبح دويلة صغيرة تبدأ من الأول، وتبحث عن علم وعن عملة، والبريطانيون شعب راقٍ، وجد الإسكتلنديون منه أنهم سينفصلون عن دولة عظمى، ليصبحوا دويلة صغرى لا مكان لها في العالم، فقررت أغلبيتهم التصويت بالبقاء في إطار الوحدة الوطنية الكبرى.
وهو درس للكثير من الانفصاليين في جميع أنحاء العالم ممن لا يهمهم إلا الانفصال، وقد كانت الأحداث العالمية الأخيرة درسا ساهم في اختيار إسكتلندا أن تصوت لفائدة البقاء جزءا من بريطانيا العظمى.