تحويل زاوية تاريخية إلى مرحاض عمومي بتطوان

الأسبوع. زهير البوحاطي
لاحظ العديد من المواطنين بمدينة تطوان، قيام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإغلاق العديد من المساجد داخل المدينة العتيقة، بعضها من أجل الإصلاح والبعض الآخر لأسباب مجهولة لا تعلمها إلا وزارة التوفيق، حيث يجد العديد من المواطنين صعوبة في التنقل من أجل تأدية الصلوات الخمس وخاصة صلاة الصبح وصلاة الجمعة، التي تعرف فيها باقي المساجد القليلة التي لم تغلق، اكتظاظا، حيث يؤدي المواطنون الصلاة في الفضاء الخارجي، في الوقت الذي كان من المفروض الإسراع في فتح المساجد المغلقة بحجة الإصلاح، لكن منذ شهور وهي على حالها دون أي تقدم في الإصلاح ولا تحمل أي علامة بأنها ستفتح في وجه المصلين.
كما أن بعض الزوايا المتواجدة بنفس المدينة، لا تختلف عن المساجد في موضوع إغلاقها، بل أكبر من ذلك، يتم طمس هويتها التاريخية دون أي تدخل من الجهات المعنية من أجل الحفاظ على التاريخ التراثي للمدينة العتيقة الشاهد على عصور وأجيال، والآن تحولت إحداها إلى مرحاض عمومي فيما أغلقت أخرى في وجه مرتاديها، ويتعلق الأمر بالزاوية البقالية بالمدينة العتيقة لتطوان، والتي شيدت ما بين القرن 18 و19 كما هي ظاهرة في الصورة، فبعد إصلاحها وترميمها تم تحويلها إلى مرفق صحي (مرحاض عمومي) وتباع في بابها السجائر، في صمت مخيف لوزارة الأوقاف وممثلها بتطوان مندوب الأوقاف، الذي هو ابن شيخ الزاوية الحراقية بنفس المدينة، والذي كان من المفروض عليه حماية هذه المعلمة الدينية، رغم أنه تفرقهم الأسماء وتجمعهم القيم الصوفية، إلا أن ذلك لم يشفع لهذه الأخيرة بأن تكون كباقي الزوايا المتواجدة بمدينة تطوان، والتي تحفها الرعاية الملكية كل سنة، من خلال منحها الدعم للاستمرار والمحافظة على هذا التراث المغربي الصوفي.
ويتساءل العديد من المواطنين عن الشرفاء البقاليين ودورهم في المحافظة على تراثهم، حيث لم يتحرك أحد منهم لاستنكار أو الاحتجاج على تحويل زاويتهم إلى مراحيض عمومية، وكذلك الجمعيات المهتمة بالتراث والمعالم التاريخية، علما أن هذه المدينة ضمن قائمة التراث العالمي التي أقرتها منظمة اليونسكو.