تهيئة المسالك الطرقية في الصيف والتخلي عنها في الشتاء بالجماعات القروية بجهة الشمال

الأسبوع. زهير البوحاطي
في كل فترة تهطل فيها الأمطار تتحول المسالك الطرقية بالجماعات القروية بجهة الشمال، إلى مصيدة لكل مواطن أو سيارة، بسبب تدهور حالتها، وتنعزل العديد من المداشر والقرى عن العالم، وينقطع التلاميذ عن الدراسة، ويحرم المرضى من تلقي العلاج، وذلك لصعوبة التنقل بين أطنان من الأوحال والحفر التي تغمرها المياه بسبب التساقطات المطرية، وهذا الأمر يعري الواقع المر الذي تعيشه ساكنة العديد من الجماعات القروية، حيث لا يمكن أن تحجبه “الجرافات” التي يتم استعمالها خلال فصل الصيف لإزالة الأتربة وفتح بعض المسالك الطرقية دون تعبيدها أو ترصيفها بالإسمنت، مما يزيد من صعوبة التنقل المواطنين لقضاء أغراضهم اليومية، حيث تجد الساكنة نفسها محاصرة لعدة أيام أو أشهر.
وتتساءل الساكنة المتضررة عن “الجرافات” التي يتم استعمالها في كل فصل صيف، الذي يكون موسم أشغال فتح المسالك الطرقية، لكن دون تهيئتها لتصمد خلال فترة الشتاء، وذلك من أجل إعادة فتحها السنة المقبلة بميزانية جديدة، حيث تستفيد بعض الجهات من هذه العملية على حساب الساكنة التي تبقى دوما ضحية هذه المسرحية من إخراج بعض المنتخبين وتمثيل الشركة الفائزة بالصفقة.
ويستغرب المتضررون من مصير هذه الجرافات خلال موسم الشتاء، والتي تكون الساكنة في أمس الحاجة إليها للتدخل من أجل فتح المسالك الطرقية وفك العزلة عنهم، وتمكنهم من التنقل لقضاء أغراضهم والتلاميذ من الدراسة وغيرها من الحوائج الضرورية.
ورغم التدخل الملكي عبر إعطاء انطلاقة مخطط يرمي إلى تنمية وتأهيل المناطق القروية، عبر مجموعة من المشاريع والمبادرات، خصوصا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، غير أن هذه المناطق الفقيرة جدا لا زالت تعاني من عزلة لا تفك وحصار لا يرفع إلا في فصل الصيف.