حديث العاصمة | ماذا أعدت العاصمة لضيوف “كان 2025” ؟


من عادات الرباطيين أنهم يبرمجون بكل دقة لأي مناسبة ويدققون في كل تفاصيلها قبل حلولها بوقت كافي قد يستغرق شهورا، فما بالكم ورباطهم عاصمة الثقافة الإفريقية، تم تأهيلها مع مدن أخرى، لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا 2025، وهي التي لها مكانة خاصة عند إخواننا الأفارقة بقدر المحبة الجياشة والفائضة للرباطيين نحو أبناء قارتنا الذين تجمعنا بهم إمارة المؤمنين، الحامية والراعية والضامنة لممارسة الديانات السماوية بكل حرية، وهكذا يؤدي المؤمنون هنا في الرباط طقوسهم وصلواتهم في أمن وأمان وحب وسلام داخل المعابد المنتشرة في كل أرجاء المدينة من مساجد وكنائس وبِيعات، وهذا حق دستوري يسهر عليه أمير المؤمنين، والمؤمنون إخوة، وهذا ما سيميز تظاهرة “الكان”، بأنها بين الإخوة في مملكة نسجت هذه الأخوة منذ قرون، وحافظت إلى حد تشبثها بجذورها الراسخة في العمق الإفريقي، وقد نختلف في اللهجات المحلية وفي ألوان بشرتنا الخارجية، لكن داخل أجسادنا روح وقلب وإيمان يوحدنا كأمة إفريقية في طريقها إلى بناء كيان واحد، وما التواصل فيما بيننا عن طريق الرياضة إلا هندسة لمستقبل دار واحدة تحيا فيها شعوب تكون البحار حدودها والازدهار هدفها والاتحاد أمنها من ما عانت منه، وإمارة المؤمنين حضنها.
وبعد، ديباجة ربما ابتعدت عن موضوع عنوان هذا المقال، وما كنا لها صائغين لو أعفانا منها نوابنا المحليون، وهم “يا حسرة” قادة التسيير والتدبير والتفكير في جوهرة القارة التي تنتمي إليها ومقر تاجها الروحي والثقافي، وقريبا الاقتصادي، فلم تزحزحهم لا صفة من هذه الصفات ولا شرف استضافة تظاهرة كروية ظاهريا، ولكن إمارة المؤمنين هبت لنجدة هذا الموسم عندما اعتذرت عن تنظيمه في وقته لبلد أخ شقيق، لظروفه المفهومة، فتحملته الإمارة بحكم أن المؤمنين إخوة، وهذا ما لا يتكلمون عنه، وحتى بعض المجالس انخرطت في مؤامرة الصمت ولم تفتح بعد الكلام عن هذا الجانب الأخوي للمملكة نحو القارة، ولا نورت العالم عن دورها الروحي لإمارة المؤمنين، ولا بسطت من الآن، وبكل ذكاء سياسي، استعدادات الرباط لاستقبال إخواننا الأفارقة الذين ينبغي الترحيب بهم والعناية بمقامهم ورعاية شؤونهم أثناء حلولهم ضيوفا ببلدنا.