للنقاش

للنقاش | نصرة المسلمين لفلسطين أفضل من جميع العبادات

بقلم: حسوني قدور بن موسى
محامي بهيأة وجدة

    أمر الله بالجهاد في سبيله ووعد عليه الأجر والثواب العظيم والنصر المبين، وفي هذا قال الله تعالى: ((وكان حقا علينا نصر المؤمنين)) (الروم، الآية: 47)، والجهاد في سبيل الله هو من أعظم الطاعات، بل هو أفضل تنافس يتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض الخمس (الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج)، لأن الجهاد يترتب عليه نصر المسلمين وإعلاء كلمة الإسلام وقمع المشركين والكافرين والمنافقين وما ينتج عن ذلك من انتشار الدعوة الإسلامية وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين عباد الله جميعا، فإذا كانت بلاد المسلمين محتلة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من طرف العدو الإسرائيلي، فما الفائدة من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والصيام وغيرها من العبادات؟

لقد ورد في فضل المجاهدين من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما يشجع ويحفز ويحرك النفوس إلى المشاركة في الجهاد، ولا يخفى على المسلمين في العالم كله وفي الدول العربية الإسلامية خاصة، ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة من تدمير شامل همجي للبيوت وقتل الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ وقطع الماء والكهرباء ومنع إدخال المواد الغذائية والأدوية الضرورية إلى المرضى والجرحى في غزة.. كل ذلك بهدف إبادة الشعب الفلسطيني المسلم بأكمله، ومما لا شك فيه، أن الجهاد في غزة لنصرة إخواننا المسلمين هو فرض على كل مسلم، فإذا ترك المسلمون هذا الواجب، فإن ذلك يعتبر إثما كبيرا، والأدلة على أن الجهاد فرض على جميع المسلمين كثيرة في القران الكريم منها: ((انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)) (التوبة، الآية: 41)، في هذه الآية الكريمة وفي آيات أخرى يأمر الله عباده المؤمنين بأن ينفروا إلى الجهاد شيبا وشبابا وأن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل نصرة إخوانهم المسلمين الذين يوجدون تحت الاحتلال ويخبرهم الله بأن ذلك خير لهم في الدنيا والآخرة، فالخير في الدنيا يتمثل في أن المسلمين سيظلون على كلمة واحدة متحدين متفقين متآزرين فيما بينهم، أما تخلفهم عن الجهاد فسيؤدي بهم إلى التفكك والتفرقة والهلاك، وهذا هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى انهيار الحكم الإسلامي في إسبانيا عام 1085، بسبب الخلافات التي كانت قائمة بين الحكام المسلمين أنفسهم، فتمزقت الدولة الإسلامية وكانت طليطلة أول المراكز الإسلامية التي سقطت بسبب تخلف المسلمين عن الجهاد في سبيل نصرة إخوانهم المسلمين في الأندلس، ثم إن الله تعالى يذكر أن المؤمن لا يستأذن في ترك الجهاد بغير عذر شرعي، لأن إيمانه الصادق بالله واليوم الآخر يمنعه من ذلك ويحفزه على المبادرة إلى الجهاد مع إخوانه المسلمين الذين يتعرضون للاحتلال والإبادة الجماعية، والله تعالى أمر بالجهاد وقال بأن المؤمن قد باع نفسه وماله على الله، وأمر عباده المؤمنين بأن يعدوا للكفار ما استطاعوا من القوة وأن يأخذوا حذرهم كما جاء في سورة النساء: ((يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا))، والمراد من خذوا الحذر هو توقي المكروه بالأسباب الممكنة المشروعة لتوقي ما قد يصيب المسلمين من شر ومكروه قد يأتي من العدو المحتل لأرض المسلمين.

إن الإسلام يدعو إلى وحدة الأمة الإسلامية، وهذه الوحدة ليست زينة لحياة المسلمين أو حاجة يميلون إليها حين يدعوهم حافز من حوافز المصلحة السياسية أو الاقتصادية، فحسب، وإنما هي ضرورة من ضرورات إيمانهم جاءت بنص قرآني واضح إذ قال تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا))، غير أن مبدأ الوحدة العربية الإسلامية هو مجرد خرافة لا تصدقها الأجيال الحالية، ومنذ أكثر من 14 قرنا مضى على ميلاد ما يسمى بالأمة الإسلامية، ظل المواطن العربي يحلم بوحدة الدول العربية في دولة واحدة تحت راية واحدة وسلطة سياسية واحدة وجيش واحد تحت اسم واحد “الولايات المتحدة العربية”، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تسيطر على العالم بأكمله، لم يمض على تكوينها سوى 3 قرون ونصف، لكن في وطننا العربي لا زالت الأنظمة الطاغية المدعومة بالمؤسسة العسكرية تهيمن بشكل كبير على الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتسيطر على جميع ثروات البلاد الباطنية والسطحية وتنهب خيرات وأموال البلاد العربية وتقمع الحريات الفردية والجماعية تحت شعار زائف هو “الدفاع عن الشرعية وصناعة المجد”، وتظل الشعارات التي ترفعها عدة حكومات عربية مجرد خديعة لتوليد الاستبداد والديكتاتورية، وهو ما يعني إنتاج صيغة للوطنية الزائفة التي تصور للشعوب انتصارات كبيرة وإنجازات وهمية على جميع الأصعدة في الوقت الذي نشاهد فيه العدو الصهيوني ينتهك الحرمات في غزة والقدس العربي ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويدمر البيوت فوق رؤوسهم وينتهك الأعراض تحت أنظار بعض الحكام العرب المستبدين وجيوشهم المختبئة في ثكناتها والتي أعدت أصلا لقمع المواطنين، وكل ما جناه المواطن العربي من الأنظمة الدكتاتورية هو الفقر والجوع والحرمان والقمع والاضطهاد، ومن أجل تضليل الشعوب العربية ترفع هذه الأنظمة شعار “الجيش الذي لا يقهر” وتستخدم الماضي المجيد لتلميع صورة الحاكم المستبد لخداع الجماهير وإقحام العسكر في الشؤون المدنية واستعمال الدين لأغراض سياسية عن طريق علماء التسول بدلا من تسخير الجيوش لنصرة إخواننا المسلمين في غزة الذين يموتون يوميا بالمئات أغلبهم من الأطفال والنساء تحت القصف الصهيوني الهمجي، لكن هؤلاء الحكام لا يبالون بهذه المجازر الصهيونية فتحل الكارثة في البلاد العربية: أحكام طوارئ، بناء عدد كبير من السجون لإسكات المعارضين بدلا من تشييد المدارس والمستشفيات، قرارات انفرادية ارتجالية، تغيير الدساتير حسب أهواء ونزوات ومزاج الحاكم الطاغية، تهريب أموال وثروات الشعوب إلى البنوك الأجنبية وبناء القصور، قرارات سياسية غير مدروسة، مواقف حمقاء، قمع المعارضين، مصادرة الحريات، محاكمات غير عادلة، انقلاب على الشرعية من أجل النهب والسلب والقمع والاستبداد واستعباد الناس، وهكذا تسير الأنظمة المستبدة في البلاد العربية في الاتجاه المعاكس للشعوب ولا وجود لمبدأ الشورى في هذه الأنظمة الطاغية، ومن أجل بقائهم مسيطرين على الأمة ابتدعوا الحكم بالوراثة لقطع الطريق أمام الديمقراطية والتيارات المعارضة وبقاء الطاغية جاثما على صدر الأمة مدى الحياة، فهذه العقلية المتخلفة كانت عائقا أمام فسح المجال للمواطنين العرب لمؤازرة إخوانهم المجاهدين في فلسطين، ونتيجة للحكم الدكتاتوري أصيبت المجتمعات العربية بالإحباط والتخلف وانعدام الحوافز والطموح، فتحولت إلى أنظمة بوليسية والطبقة المثقفة إلى مجموعة انتهازية، وتحول الفقهاء والدعاة وخطباء المساجد في بعض البلدان العربية إلى منافقين وبوق يستعمله الحاكم المستبد لتحقيق أهدافه المالية والسياسية، فانجرفوا في تيار الفساد والكذب والنفاق والتملق للحاكم المستبد ولأصحاب السلطة والمال والأعمال بدلا من تحريض المسلمين على الجهاد في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين في فلسطين وتحرير القدس الشريف مسرى الرسول من الاحتلال الصهيوني.

تتمة المقال بعد الإعلان

ورغم أن الحكام العرب قرروا في اجتماعهم في جامعة الدول العربية سنة 2007، التي يقال عنها أنها رأس إنجليزي على جسد عربي، ضرورة تفعيل النشاطات العسكرية وإنشاء قوات طوارئ لحماية المناطق الساخنة، فإن هذا القرار وجميع القرارات الأخرى ظلت مجمدة في رفوف خزانة هذه الجامعة المصابة بالفشل الذريع منذ ولادتها سنة 1945، ورغم أن الدول العربية أصبحت من أكبر الدول المستوردة للأسلحة، فإن ذلك لا يصب في مصلحة الدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين، بل من أجل الاستعداد للهجوم العسكري المحتمل على أي دولة عربية شقيقة أو مجاورة، وعلى سبيل المثال، فالسعودية استحوذت على 11 في المائة من واردات الأسلحة العالمية وعززت قدرتها الجوية بإبرام صفقة بيع 84 طائرة حربية أمريكية مقاتلة من طراز “إف 15” وتحديث 70 طائرة أخرى بقيمة 29.4 مليار دولار، لاستعمالها ضد جارها اليمن البلد المسلم، بدلا من توجيه هذا السلاح نحو العدو الصهيوني الذي يحتل بيت المقدس مسرى الرسول ويقتل أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، وحلت مصر في المركز الثالث عربيا، حيث استحوذت على 8.5 في المائة من واردات الأسلحة العالمية وحافظت على صدارتها كأكبر جيش عربي وإفريقي سنة 2023، وتشير التقارير إلى أن مصر من أكبر 15 قوة عسكرية عالمية، وحلت الجزائر في المركز الثالث عربيا والجيش الإماراتي في المرتبة الخامسة عالميا والجيش المغربي في المركز السادس عربيا، وتمتلك خمسة جيوش عربية 3000 طائرة حربية و9000 دبابة قتالية، وفي الجزائر وتحت إشراف وزارة الدفاع الوطني ومن خلال مديرية الصناعة العسكرية، تشهد منظومة التصنيع العسكري حضورا لافتا لـ 17 شركة ومؤسسة متخصصة في مختلف فروع صناعة الأسلحة وأجهزة الإشارة وكاميرات المراقبة وقطع الغيار، لكن رغم كل الشعارات والمؤتمرات الداعمة للقضية الفلسطينية، لم تتفق الدول العربية على خطة واحدة ضد العدو الصهيوني في غزة، ورغم كل هذا التسلح الهائل لم تطلق هذه الدول رصاصة واحدة ضد العدو الصهيوني، بل بالعكس تتسابق إلى توقيع اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يقتل أطفال غزة ويحتل القدس الشريف، في حين أن هذه الدول تستعرض عضلاتها وتهدد بعضها البعض بالتدخل العسكري.

إن الوحدة التي يدعو إليها الإسلام ضرورة من ضرورات فطرتهم التي تجمعهم على الإسلام وهي من واقع الإيمان الماثل في قلوبهم بقوله تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة…))، ويقول الرسول الكريم: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته))، ويقول في حديث آخر: ((المسلمون تتكافأ دماؤهم))، والإسلام يقرر الوحدة الإسلامية كضرورة من ضرورات الإيمان، لكن في الواقع، تعيش الدول العربية أزمات سياسية، أهمها مشكلة إغلاق الحدود بين بعضها البعض لمنع المواطنين من التواصل رغم وحدة الدين والهوية الواحدة واللغة الواحدة وكان الاستعمار الأجنبي هو السبب الرئيسي في أزمة الحدود ما أدى إلى نشوب نزاعات مسلحة، أبرزها ما قامت به إسبانيا في المغرب بعد أن اقتطعت أجزاء من الجنوب، وبعد أن اقتطعت سيناء بالكامل من خريطة مصر وتم ضمها إلى الحكم التركي عام 1892، ومنذ بداية القرن 19 بدأ التنافس الاستعماري لتكوين إمبراطورية لها في الوطن العربي، فبينما يسيطر الفرنسيون على شمال غرب إفريقيا وإفريقيا الوسطى ولمدة وجيزة على بلاد الشام، سيطر الإنجليز على مصر والخليج العربي وعدن في جنوب اليمن، والعراق ضمن إمبراطوريتهم وتدافعت إيطاليا في هذا التنافس للسيطرة على ليبيا وبعض دول إفريقيا، وتلاعبت بريطانيا بترسيم الحدود بين مصر والسودان ولم تضع حدودا دقيقة لكل بلد بقصد استمرار النزاع بين هذه الدول لتستفيد من ذلك سياسيا واقتصاديا عن طريق إشعال نار التفرقة بين الأشقاء لتنفيذ المخطط الصهيوني الرامي إلى تشتيت الوطن العربي وتقسيمه إلى دويلات مصطنعة، ليظل العرب على الدوام مقسمين متنازعين متحاربين فيما بينهم كما يقع اليوم بين السعودية واليمن والمغرب والجزائر، وفي نفس الوقت تدعم الدول الغربية الاستعمارية الكيان الصهيوني سياسيا وعسكريا، وفي هذا الإطار قامت فرنسا بضم منطقتي حاسي البيض وكولومب بشار، الغنيتين بالنفط والثروات الطبيعية إلى الجزائر لتظل فرنسا تنهب في هذه الثروات.

تتمة المقال بعد الإعلان

تعليق واحد

  1. Israel est un etat Ami de mon Pays qui est le Maroc, . Israel n a jamasi tuer un Marocain n a jamais fait du mal au Maroc au contraire il nous aide dans le domaine agricole , touristique, politique et militaire, car il nous fournis des armes sophistiques pour nous deffendres contre un pays soit disant musulman arabe qui est l algerie qui ne saisse de nous causer des problemes poue diviser mon Pays le Maroc .
    Israel reconnait la souvereinte du Maros sur le Sahara Marocain qui est d abords la Seule cause sacre des Marocains, le soit disant palestine reconnait le polisario depuis l epoque de arafate.

    Vile le Royaume Cherifien Alaouite Marocain, Vive l Etat d Israel Pays Ami de Maroc.
    Dieu, Patri, Roi

    Dieu, Pat

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى