الرباط يا حسرة

حديث العاصمة | ماهي رسائل مجالس العاصمة إلى المعمور في 6 نونبر ؟

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    تغير طبع الرباطيين منذ أن قادوا ثورة ثقافية في عاصمة المملكة حتى تطبعوا مع هذه الثقافة فساروا بها كفكر إلى القارة الإفريقية لتوحيد اهتمامات المثقفين بالإنسان الإفريقي للولوج إلى سبل حياة النعيم والازدهار، فلم يناضلوا لخلفيات مادية أو إشهارية لذواتهم أو منابرهم، ولكن للإعلان عن جيل جديد يعبد الطريق لولوج مدينته إلى عالم الأنوار، فانطلق منذ سنة 1986 في مهمة مستحيلة كل من أخذ طريقه من المدن الأخرى ولم يصمدوا وعادوا أدراجهم بعد أقل من عقد، بينما جيلنا واجه وقاوم وضحى لبناء صرح ثقافي حقيقي يحظى باهتمام كل شرائح المجتمع الرباطي، وفعلا انتشر هذا الاهتمام ببرامج ذكية قبل أن يتحول بعد 30 سنة إلى مجرد ذكاء اصطناعي، لكن الذكاء الرباطي البشري حافظ على سلامته من تحكم الآلات خاضعا إلى الضمائر والوطنية التي بها قطع المراحل وتجاوز الصعاب واستمر في العطاء والإبداع إلى اليوم، وقد حلق بالرباط في أجواء محلية ووطنية وقارية وأمامه طموحات للمزيد من إهداء الألقاب المشرفة لكل الرباطيين، ومناسبة هذه الديباجة وإن كانت هادفة، فللاستئناس بما تضمنته للتطرق إلى عالم منتخبينا الحاكمين والمدبرين والمنظمين والمؤطرين لشؤون العاصمة السياسية.

فبعد أيام معدودة سيحل عيد استرجاع أراضينا الصحراوية على مراحل بدء من تحرير أقاليم سيدي إفني وطرفاية وكلميم، وبعدها بحوالي 15 سنة انعتاق باقي الأقاليم من براثين الاستعمار لتلتحق بالأقاليم المحررة، ليتم تطهير الجنوب كليا من الاحتلال الإسباني، وإكراما واعترافا بجهاد الشعب ونضال أهلنا في جنوب المملكة لاستكمال الوحدة الوطنية، تقرر الاحتفال بذلك بعيدين كل 6 نونبر و14 غشت من كل سنة.

وفي ذلك رسالة واضحة لهذا المعمور، وتذكير للأجيال المتعاقبة في الحاضر والمستقبل على التضحية التي لم يسبق لها مثيل في العالم من الملك والشعب لضمان الحرية والاستقلال لهذا الوطن الأبي، عيدان ثالثهم يحل في نفس شهر نونبر ويؤرخ لاستقلال الشمال والوسط في 18 منه، هذه المحطات التاريخية التي فيها غيرنا التسلط الاستعماري والاستعباد الكولونيالي بإسناد كل سلطات تدبير وتقرير شؤوننا إلى أبناء الأقاليم المعنية يحكمون ويقررون في أقاليمهم وهذه هي الديمقراطية التي تحتكم إلى صناديق الاقتراع التي تفرز أغلبية وأقلية.

تتمة المقال بعد الإعلان

وفي 6 نونبر المقبل إذن، يحل عيد من أعياد التحرير الوطني اكتسب شرعيته منذ حوالي 48 سنة، وطيلة هذه العقود الزمنية تعاقبت أجيال ومنها مجالس منتخبة حكمت وسيرت ونظمت مناسبات منها الدفعة الثانية بعد الأولى من انتزاع أقاليم العيون والسمارة والزاك بمسيرة خضراء قرآنية وهب فيها 350 ألف متطوع أنفسهم لضم إخوانهم كمرحلة أولى إلى الوطن الأم سيتلوها إقليما الداخلة والكويرة، هذا الانتصار التحريري – مع الأسف – ظل غير مستوفي لما يستحقه من تبجيل وتعظيم وانبهار بعبقرية ملك وتضحيات وتجند ووفاء شعبنا في كل الأقاليم.

احتفالات – مع الأسف – هنا في العاصمة باهتة تعبر عنها لافتات جامدة متجاوزة أمام ما يصنعه بديلها الذكاء الاصطناعي من معجزات.. فهل تنتفض مجالس العاصمة لإحقاق العيد الوحدوي حقه في احتفالات تليق بالمكانة السياسة والثقافية لمدينة الرباط ؟

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى