الرباط | شبان يستكشفون إفريقيا على الدراجات الهوائية
في انتظار عودة وزارة الشؤون الإفريقية

الرباط. الأسبوع
منذ سنة 2019، انطلقت رحلة مجموعة من الشباب الواعد في اتجاه القارة الإفريقية مستعملين في تنقلاتهم الدراجات الهوائية وفي متطلباتهم أبسط الأشياء ومن حاجياتهم الملحة الاستعانة بتطبيقات ما توفره مواقع التواصل الاجتماعي من خدمات في الاتجاهات، وقد استغرقت الرحلات من سنتين إلى ثلاثة كانت محفوفة بالمخاطر للتأقلم مع البيئات المحلية ومع أحوال الطقس حسب كل بلد، وأيضا مع صعوبة التواصل اللغوي بلهجات مختلف القبائل، ومن بين هؤلاء الشباب من لا يرتبط بأي جهة مدنية أو سياسية كما لا صلة لهم مع بعضهم البعض.. نقطة تلاقيهم هي منصة “اليوتيوب”، التي منها أطلوا على العالم عبر نقل مشاهد جولاتهم الناجحة بأهدافها النبيلة إلى مشاهديهم، ومن مميزات هذه الرحلات، أن من ضمن منظميها شابات جامعيات إما بمفردهن أو رفقة أزواجهن، وإتقان الجميع للغات عالمية ونوعا ما لهجات إفريقية.
فحسب قنواتهم عبر “اليوتيوب”، وجدوا الترحاب والمساعدة والكرم في كل قطر مروا منه، ووثقوا ذلك الاهتمام الإفريقي للمغاربة بالصوت والصورة، وكانت مفاجأتهم كبيرة عندما علموا أن وسيلة النقل الوحيدة هي الدراجة الهوائية، والمبيت في “خيمة” متنقلة، والأكل يطبخونه من مواد غذائية محلية.
ومن المشاهد المعبرة عناق حار لبعضهم مع سلطات الحدود في القارة السمراء وقد تكرر ذلك في عدة محطات، وبصفة تلقائية كل في وجهته الإفريقية، أعطوا صورة مشرفة للشباب المغربي بثقافتهم وأخلاقهم وتدينهم وحسن معاملتهم، وتوثيق نجاح رحلتهم على حساب راحتهم وإمكانياتهم المادية والمعنوية، وإظهار المملكة بالمستوى اللائق بما في ذلك حضارتها وتاريخها وتقدمها وحرية إنسانها وتعايشها مع كل الديانات، وتأكيد انتمائها إلى العرق الإفريقي، فتحية إجلال لهؤلاء الشباب الذين لا يزالون في البحث عن توطيد العلاقات مع القارة التي ننتمي إليها، وقد زار بعضهم دولة جنوب إفريقيا والبعض الآخر إثيوبيا والنيجر وغيرها.
إنهم سفراء فوق العادة لوطنهم نحو العمق الإفريقي.. هذا الوطن الذي كانت له وزارة للشؤون الإفريقية في الستينات، وكان وزيرها آنذاك المرحوم الدكتور عبد الكريم الخطيب، صديق كبير للمناضل الراحل نيلسون مانديلا، زعيم دولة جنوب إفريقيا ورمز النضال الإفريقي.
فإذا كان شبابنا على دراجاتهم تحت أشعة شمس حارقة وأمطار غزيرة وفيضانات مهولة وطرقات مجرد ممرات وسط الغابات، وضنك العيش وعذاب تحريك دراجاتهم وما يتطلبه ذلك من قوة بدنية وشجاعة لا مثيل لها لقطع طرقات جلها وسط الأدغال والقبائل ليصل صوت المملكة إلى عموم الشعوب الإفريقية، فإننا نوجه النداء لمنتخبينا هنا في العاصمة، للاهتمام بقارتهم جنوبا، وقد كان بعضهم ولا زالوا مولعين بـ”الشوبينغ” والسياحة وركوب الطائرات لزيارة الشمال، فلم لا يغيروا وجهاتهم نحو الجنوب والاهتمام بالعمق الإفريقي ؟