الرباط يا حسرة

الرباط | رسالة من جماعة العاصمة خارج السياق

بين الرباط ومدريد..

الرباط. الأسبوع

 

    في الأسبوع الفارط، اندلع صراع داخل بلديتين، الرباط عاصمة المملكة المغربية وعاصمة المملكة الإسبانية مدريد، وهما بالمناسبة مرتبطتان بعقد أخوة منذ سنة 1988، وكل منهما عبرت عن انشغالها بقضايا في غاية الأهمية، فاجتمع مجلس بلدية مدريد برئاسة عمدتها وحضور كافة الأعضاء وتغطية إعلامية واسعة ومنظمة، فاستهل الاجتماع بخطاب لم يكن حسب فحواه موجها لمن هم في قاعة الاجتماعات، ولكن بدهاء وبعد سياسي ملفوف بغطاء من نسيج سكان عاصمته، بلغ مضمونه ونصب نفسه مدافعا ومؤازرا ومناضلا لا لتبليغ رسالته إلى الجهات المعنية – واسمعي أيتها الأخت الرباط – بأنه ودفاعا عن منتخبيه، لن يتنازل عن “حق” عاصمته في احتضان المباراة النهائية لكأس العالم 2030، فتناقلت كل وسائل الإعلام الدولية ما جاء على لسانه، واهتمت مدينته بذكاء عمدتها الذي تحدى مؤسساتها المكلفة بالرياضة من اتحاد محلي ووزارة وحكومة، واستبق إلى تسجيل هدف في مرمى عاصمتين مرشحتين لاقتسام تنظيم كأس العالم، فإن لم يكن هذا دهاء سياسيا، فماذا نسميه؟

تتمة المقال بعد الإعلان

وفي نفس اليوم والساعة، اجتمع مجلس جماعة العاصمة الرباط، ولأول مرة منذ انتخابه امتلأت القاعة بالمنتخبين وعددهم 65 من أصل 81، وكان واضحا أن موضوعا مهما سيفاجئ الصحفيين الحاضرين بكثافة، وزادته تشويقا تحركات الأعضاء فيما بينهم، واتصالات بعضهم المكثفة بالهواتف، وكل شيء كان يوحي بأن أمرا مهما وطارئا في طور التحضير، فانطلقت الجلسة المصيرية في غياب رئيسة المجلس ولها عذرها.. فهل سيثبت منتخبو العاصمة بأنهم موجودون وطموحون ومنتظرون للإنصاف ببرمجة المباراة النهائية لكأس العالم 2030 في الرباط، التي لم تحظ طول تاريخها باستقبال تظاهرة من حجم كأس العالم بينما زميلتها وأختها العاصمة الإسبانية ارتوت وشبعت من احتضان لقاءات قارية ودولية لكؤوس عالمية مختلفة، وكنا نحن من المغضوب عليهم المحسوبون على الهامش، وصرنا اليوم من المستيقظين المطالبين بإلحاح بحق استضافة أول مباراة نهائية لمونديال 2030 في الرباط، ثم يتطرق مجلسنا لترتيبات تنظيم مباريات “كان” 2025 ؟

لا.. لم يدرج مجلس عاصمة المملكة “يا حسرة” في جدول أعماله لا هذا ولا ذاك، بل دخل في مناقشة جدول أعماله الفارغ أصلا من اهتمامات الرباطيين، وبدأه برفض الميزانية، الذي كان حدثا مسهبا للصحافة طيلة أسبوع، بينما في العاصمة مدريد يتحدثون ويضغطون لانتزاع إقامة المباراة النهائية لكأس العالم 2030 ببلدهم.

هذا هو الفرق بين مجلس يسعى لإسعاد سكان عاصمته وبين مجلس يتجند لإسقاط ميزانية هي أصلا ميزانيته ولا يستفيد منها الرباطيون.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى