رياضة | لماذا يخاف الركراكي من كأس إفريقيا ولا يخاف من كأس العالم ؟

الرباط. الأسبوع
لا تزال الخرجات الإعلامية للناخب الوطني وليد الركراكي تلقى اهتماما من لدن متتبعي المنتخب المغربي، والصحافة الإفريقية، فمنذ أن كان مدربا للفتح الرباطي في تجربته الأولى كمدرب في المغرب، كانت تصريحاته للإعلاميين تلقى اهتماما من لدن الجماهير المغربية، وفي غالب الأحيان تكون محل جدل، وتجلب له انتقادات كثيرة في أحايين أخرى.
وقد لقيت تصريحات الركراكي في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة أسود الأطلس ضد منتخب ليبيريا، وانتهت بفوز الأول بثلاثة أهداف دون مقابل، تفاعلا كبيرا، بعدما أقر بصعوبة نيل المنتخب المغربي لكأس إفريقيا للأمم مطلع العام المقبل، مؤكدا أنها الحقيقة التي يجب أن يعيها الجمهور المغربي رغم تعطشه لهذا اللقب، فتصريحات الركراكي لها ما يبررها، لأن المنتخب المغربي لم يسبق له أن فاز بهذه البطولة إلا مرة واحدة في تاريخه، كما أن جل مشاركاته في النسخ السابقة لم تكن إيجابية نتيجة النتائج التي كان يحققها خلالها، مما يفتح الباب أمام باقي المنافسين ليتوجوا بالنسخة القادمة.
إلا أن السياق الذي جاءت فيه هذه التصريحات هو الذي منحها سياقا تصاعديا، فبعد أن كان الركراكي يتوعد منتخبات القارة السمراء من أرض قطر بغزوها خلال “الكان” المقبل واعتلائه منصة التتويج، أكد مؤخرا أن المغرب سيواجه صعوبات في مبارياته أمام المنتخبات المنافسة للظفر بكأس إفريقيا للأمم، مشيرا إلى أنها تتوفر أيضا على نجوم يلعبون في نوادي عالمية مثل برشلونة الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني وغلطة سراي التركي، يحدث ذلك رغم الإنجاز التاريخي الذي حققه أسود الأطلس في مونديال قطر بالوصول إلى المربع الذهبي والفوز على منتخبات قوية كان بعضها مرشحا للفوز بكأس العالم، حسب منهج وليد الركراكي في التدريب.
من جانب آخر، برر بعض المتتبعين للشأن الرياضي تصريحات الركراكي بصعوبة التتويج بالكأس الإفريقية، كونها تدخل في إطار التمويه وإزالة الضغوط النفسية عن اللاعبين، لأن مثل هذه البطولات يغلب عليها “الخبث” الكروي والتصريحات الإعلامية، وهو ما يعرف على الركراكي منذ أن كان مدربا لفريق الفتح الرباطي والوداد البيضاوي والدحيل القطري، لرفع الضغوط عن اللاعبين، وهو ما فعله عندما باع الوهم للأهلي المصري بكونه “ريال مدريد إفريقيا” لينتزع منه اللقب عندما كان مدربا للوداد، رغم أن المنتخب المغربي من حيث التشكيل واللاعبين والتوقيت الذي يعيشه على مستوى كرة القدم، لذلك يعد من أبرز المرشحين للفوز بكأس أمم إفريقيا.
وتثير تصريحات الركراكي تساؤلات حول طبيعة الصعوبات التي قد تعترض المنتخب الوطني للفوز باللقب الإفريقي للمرة الثانية في تاريخه، خاصة وأن الجماهير المغربية عبرت عن ذلك من خلال “التيفو” الذي رفعته في المباراة الأخيرة وأملها في الفوز بـ”الكان” للمرة الثانية في 2024 بعد الأولى سنة 1976.