المجلس الجماعي بالزمامرة يرتكب جريمة في حق البيئة

الزمامرة. الأسبوع
شهد الحي السكري بالزمامرة جريمة بيئية خطيرة مؤخرا، إذ تم اقتلاع واجتثاث مجموعة من الأشجار المثمرة، وخاصة أشجار الزيتون، من حديقة متواجدة بهذا الحي، من طرف الشركة المكلفة ببناء الأرصفة بالأزقة والمتعاقدة مع المجلس الجماعي للزمامرة بحضور ممثل المجلس الجماعي وممثل باشا المدينة وبعض أعوان السلطة وتقني الجماعة وتقني الشركة.
وقد كانت المساحة الأرضية التي تم فيها زرع عدة أشجار مثمرة، عبارة عن مساحة فارغة توجد في زاوية داخلية بالحي السكري، وليس بها أي مشروع مبرمج في تصميم التهيئة، كانت مهملة ترمى فيها النفايات ويجتمع فيها المشردون، وكانت منسية بحكم موقعها الجغرافي على هامش الحي، مع العلم أن هذه الأشجار المثمرة قام بغرسها أحد القاطنين بهذا الحي بعدما لحقت به عدة أضرار من جراء بقاء هذه المساحة فارغة، وبموافقة من الباشا السابق، وفي إطار اليوم العالمي للبيئة قام بتنظيفها وإعادة ترميمها وزرعها من ماله الخاص، حيث أن موقع المساحة موضوع الاجتثاث لا يشكل أدنى ضرر أو عرقلة للسير، خاصة وأن عمر هذه الأشجار التي تم اقتلاعها يفوق 15 سنة، مع العلم أنه مع بداية ترميم بعض الأزقة داخل الحي السكري لوحظ اشتغال الشركة بطرق عشوائية مما تسبب في عدة أضرار وشقوق بعدة جدران لمجموعة من المنازل، ناهيك عن استثناء بعض الأزقة من عملية التزفيت، زيادة على ذلك، فإن الشركة اعتمدت على عدة آليات إضافية من خلال كراء شاحنة وآلة “طراكس” للقيام باقتلاع أشجار الحديقة بسرعة فائقة.
للإشارة، فإن المساحة موضوع الإشكال ليست ملكا جماعيا في الأصل، لأن المالك الأول هو معمل السكر، وبعد تفويت الحي للجماعة من أجل التدبير والنظافة، لم يسبق للجماعة أن قامت بأدنى تدخل أو برمجة في أي تصميم، إلى حين أرادت ترصيف بعض الأزقة، فتفتقت عبقريتها وفضلت اجتثاث الأشجار وإعدام كل ما هو بيئي، وبالتالي، فإن اجتثاث الأشجار المثمرة من حديقة الحي السكري بالزمامرة، يعتبر جريمة بيئية يعاقب عليها القانون، ويساهم في تقليص المساحات الخضراء داخل مدينة الزمامرة، كما هو الحال بالنسبة لحديقة الحسن الثاني المتواجدة وسط المدينة، التي تم إهمالها من طرف المجلس الجماعي، لتتحول إلى مزبلة ومكان لتجمع المشردين والكلاب الضالة، مع العلم أنها تعد معلمة تاريخية تؤرخ لذاكرة المدينة.