الرباط | متى تسترجع الجماعة “بوصلة” السياسة الوطنية ؟
الرباط. الأسبوع
إذا كنا نطالب الجماعة باسترجاع “بوصلة” السياسة الوطنية، فلأنها أضاعتها بكل تأكيد منذ ولوجها “معارض الأسفار” كامتياز للأعضاء بالتناوب أو مناصفة بين المنتمين للمقاطعات، لتعمم نعمها وخيراتها عليهم جميعا، فمن هنا “انتحرت الدبلوماسية الشعبية” الجادة واستولت على مهامها المحسوبية بحسابات الربح بين العارض والمعروض دون مراعاة للعواقب الوخيمة لهذا السطو على مجال بالأهمية بما كان، من المفروض أن تقوم به العاصمة السياسية للمملكة ممثلة بألمع سياسييها المخضرمين المنتخبين والمعينين رسميا في لجنة العلاقات الخارجية الدائمين على تتبع ملفاتها والمكلفين بالتخصص في الانصهار التام داخل المنظمات الإقليمية حسب انتمائها الجغرافي أو الديني واللغوي أو المجال الجماعي الدولي، أو الدبلوماسية الشعبية بين العواصم.. فهل لنا في الجماعة المسند إليها ذلك قانونيا خبراء في هذه العلاقات؟ ثم هل خطت بهم العاصمة خطوات في تحسين موقعنا الإفريقي، أو تجديد تعاوننا مع العواصم والمدن المتآخية مع الرباط؟
نعم هناك أسفار، لكنها شاردة لحضور جلسات بروتوكولية لتحديد انتخاب هياكل منظماتها، الرابحة والمستفيدة من مشاركتنا التي تذوب بانتهاء تلك الجلسات التي يصرف على الالتحاق بها من أموال الرباطيين، في حين كان يجب التخطيط والاهتمام والتجند لربط اتصالات بكل عواصم القارة الإفريقية، بعد دراسة معمقة لهذه العواصم في نمط انتخاب أعضاء بلدياتها وفي لغاتها ودياناتها والمصالح المشتركة بيننا وبينها والمقترحة في المستقبل، فمع الأسف، هذا الجانب كان مغيبا ولا يزال غائبا، بل ومجهولا، ونعتذر عن وصف ذلك، بجهل بعض منتخبينا لبوصلة السياسة الوطنية، هذه السياسة تتجه نحو الجنوب بسرعة فائقة، بينما المجالس التي تمثل العاصمة الدبلوماسية “يا حسرة”، تائهة تبحث لها عن أي لقاءات في الشمال والشرق لإسكات وإرضاء بعض الأعضاء بالتساوي على “الهميزات”، وبالإعفاء التام من أي سند تستند عليه في الإنعام على المحظيين الحارسين على تطبيق حرفي للتناوب في الأسفار، ولتذهب الدبلوماسية الشعبية إلى حال سبيلها.
فالقانون الجماعي يحمل المجالس مسؤولية حق تعيين من يقوم بمهمة معينة خارج المملكة، ولم ينص على السفر من أجل السفر، ولكن للقيام بمهام – مع الأسف – لم يثبت أن هذه المجالس قررت الاستماع إلى ممثليها في اجتماع أو ندوة لمناقشته في المهام المسندة إليه، فهو معفي من هذه المحاسبة والباب مفتوح ليتوجه توا إلى قسم الحسابات لاستخلاص التعويضات.
وفي هذه النقطة، نتوقف لإماطة أسباب الخصومات والمعارضات والمشاحنات، ونعرفها بدوافعها ومنها: “كعكة” الأسفار التي ترتدي “قشابة” المهمة المبينة في ورقة “التكليف بمهمة”، وما دامت كذلك، فلن يتم تقويم فوضى وارتجالية واستغلالية القيام بمهام لـ”الأكل” من أموال الساكنة بالباطل، وبالتالي، خيانة الإنقاذ والدعم للتوجه الدبلوماسي الرسمي، وقبلته اليوم إفريقيا وليس غيرها.. فهل تصوب عليها الجماعة بوصلتها، أم أن “الشوبينغ” والسياحة الفاخرة هما غايتها وربما التواصل مع الجنوب له طقوسه وقواعده قد يفتقدها البعض من أعضائها ؟