جهات

العاصمة السياسية ليست قاعة لـ”الدلالة”

الارتجال في زمن الذكاء الاصطناعي

الرباط. الأسبوع

 

    إلى متى ونحن عرضة للدغ مرات ومرات، بسبب حسن نيتنا في الموكول إليهم تقديم المنتخبين لتسيير شؤوننا وتدبير ممتلكاتنا وتنمية مالية صناديق المجالس المنتخبة، واستثمارها في المعاملات الاقتصادية للرفع من مواردها، وبالتالي، تحقيق رغبات الرباطيين دون خنقهم بالضرائب والرسوم التي ما كانت لتكون ولترتفع سنة بعد أخرى لو كانت استراتيجية مجالس العاصمة محكمة ومتحكمة في السياسة المالية المحلية لخدمة الصالح العام، هذه المالية الغير مضبوطة ولا المنسجمة، بقدر ما هي ضحية لانقلاب قاده المؤتمنون عليها الذين غيروا ذلك الصالح العام بالمصالح الذاتية، باقتطاع من تلك المالية ما طاب لهم ولموظفيهم من امتيازات وتعويضات كانت في التسعينات رمزية لا تتعدى 800 درهم للرؤساء ونوابهم، ليرفعوها إلى مرتبة أجور المدراء الكبار كدخل ينضاف إلى موارد مهنهم الرسمية مع تحميل الرباطيين نفقات الهواتف ومصاريف الوقود وما خفي كان أعظم..

تتمة المقال تحت الإعلان

فلقد داسوا على ثقتنا وغدروا بنا ونحن “نلملم” جراح لدغة من سبقوهم الذين من جهتهم أقسموا لنا بأن يفتدوا لنا ما قاسيناه مع سالفيهم الذين طردناهم على أخطائهم وعقوق الوفاء بعهودهم، فكانت لدغة تلو اللدغة ما إن يطويها النسيان حتى تتجدد أوجاعها مع الوافدين بقبعات جديدة وألوان تسر الناظرين وبرامج تغري الطامعين في حياة أفضل.

وها نحن اليوم، وبعد أزيد من سنتين على “بديل” السابقين المشمولين بغضبة الناخبين و”الفارين” من غضب المواطنين، بدأنا وقد شعرنا بالخيبة و”الشمتة” وقد تضخمت بفرط ما أصابنا من “غدر” على ما وُعدنا به للقطع الفوري مع الريع، والجزي الرفيع بمشاريع لم تشهدها العاصمة منذ عقود، خصوصا في اتخاذ القرارات والتوصيات والالتماسات، وفي إخراج المدينة من “الفوضى”، ولم نجد كلمة تفي بالمضمون سوى “الارتجال” في زمن الذكاء الاصطناعي، الذي نجح في تعرية واقع مداولات مجالس صرنا نتجنب الانتساب إليها، وقد صارت حديث “الفايسبوكيين”، وتحليلات المواطنين، لسبب واحد، هو أن ممثلة عاصمة المملكة كان عليها التألق بابتكار التخطيط الاستراتيجي لرفاهية وسعادة وأمن وأمان الرباطيين.

وحتى في مجال دبلوماسية الشعوب، هوت العاصمة إلى منطقة مظلمة، بفرط انتهاج خطة مقلوبة الموازين مضمونة فقط في اكتشاف بلدان بعيدة لا نرتبط بها لا قاريا ولا روحيا ولا ثقافيا، وهذا خطأ فادح يتم تسويقه إلينا كإنجاز دبلوماسي، يختفي أثره بمجرد الإعلان عن خبره، وسبق أن نبهنا مجالسنا إلى ضرورة التوجه إلى التعاون مع العواصم الإفريقية التي أكدت الأيام عن صدق هذا التوجه، كما طالبنا بتقويم الاعوجاجات الكبيرة والمفضوحة في الشأن المالي، وفي المجال الإداري، وفي نسج العلاقات مع المواطنين، وفي النزول من المكاتب والقاعات إلى الميدان للإنصات للرباطيين.

تتمة المقال تحت الإعلان

ورجاؤنا نوجهه إلى الأحزاب التي “ورطتنا” في منتخبين قدمتهم ورشحتهم للدفاع عن حقوقنا وتسيير شؤوننا، لنذكرهم بأنهم أوصياء على مدينة عظيمة هي العاصمة السياسية للمملكة، وليست كما حاولوا “بهدلتها” والتعامل معها كقاعة لـ”الدلالة” بأبخس المزايدات لنفخ حضورهم الباهت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى