المركز الاجتماعي الحنشان بالصويرة بين سندان الوعود ومطرقة الخصاص

هشام شكار. الصويرة
منذ تدشين المركز الاجتماعي الحنشان، التابع للجماعة الترابية الحنشان بإقليم الصويرة سنة 2005، بحضور ممثلة مؤسسة محمد السادس للتضامن مستشارة جلالة الملك الراحلة زوليخة النصري، بعد سنة من وضع حجر الأساس من قبل الملك محمد السادس، لا زال هذا المركز يعاني من خصاص في تجويد خدمات النزلاء الخارج عن إرادة الجمعية المسيرة للمؤسسة، والذين يتراوح عددهم 86 فردا منهم 48 من النسوة، وتختلف حالاتهم بين الإعاقات الذهنية والجسدية وأشخاص في وضعية صعبة متخلى عنهم، ومنهم من كان في حالة تشرد، حيث ينحدر مجملهم من إقليم الصويرة، وكذا من مختلف مناطق المغرب، غالبا ما يتخذون من محيط المحطة الطرقية لمدينة الصويرة والفضاءات العمومية ملجئا لهم، مما يسيء للصورة السياحية لعاصمة الرياح موكادور، المحتضنة للتظاهرات الثقافية والموسيقية العالمية وعلى رأسها مهرجان كناوة وموسيقى العالم، ومهرجان الأطلسيات، والأندلسيات.
يذكر أن المركز الاجتماعي الحنشان أحدث على وعاء عقاري محفض باسم الدولة المغربية تحت إشراف مؤسسة محمد السادس للتضامن كحامل للمشروع، ومساهمات من اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم الصويرة، والمديرية الإقليمية للتعاون الوطني والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والبعض من المجالس المنتخبة.
وفي نفس السياق، كشف مصدر مقرب من الجمعية المسيرة للمركز، أن إشكالية الخصاص الوارد أعلاه يكمن في دحض متجاهل مخل ببنود اتفاقيات الإطار المبرمة مع عدة جهات حكومية والمجتمع المدني منذ عدة سنوات، ومن بينها مندوبية الصحة، والتي تقضي بتكليف طبيب المركز الصحي بالحنشان للسهر على تفقد نزلاء المركز الاجتماعي، وإجراء فحوصات الطب العام، وتعيين ممرض مجاز قار داخلي مداوم بصفة رسمية، ومن بين الجمعيات المهنية المخلة – يقول ذات المصدر – التزمت جمعية أرباب المطاعم والفنادق بالصويرة، في إطار الاتفاقية المبرمة بالرباط سنة 2007، بتوفير الوجبات الغذائية للنزلاء، ولم يتحقق الحق في الغذاء لحد الآن، رغم أن الطاقة الاستيعابية للمركز كانت محددة في 45 نزيلا، غير أن تدخل اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية مول أشغال توسعة فضاء المركز، بزيادة الغرف الجماعية لاستقبال 45 نزيلا إضافيين، وهي العملية محل إجراء الترخيص قيد الدراسة حسب القانون المنظم لمؤسسات الرعاية الاجتماعية.
ذات المصدر أوضح أن مصاريف شراء الأدوية الخاصة بالأمراض العقلية والمزمنة، تكلف الجمعية ما يفوق 10 آلاف درهم شهريا، حيث تشرف مساعدة اجتماعية على توزيع جرعات الأدوية في غياب ممرض قار، رغم أن الجهة الوصية على قطاع الصحة التزمت في بنود اتفاقية مبرمة سابقا، بتعين طبيب المركز الصحي لبلدية الحنشان للقيام بزيارات تفقدية للنزلاء، كما أن المركز لا يتوفر على سيارة إسعاف تكون رهن إشارة المؤسسة على مدار الساعة، تحسبا للوعكات الصحية المفاجئة لنقل الحالات الحرجة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بالصويرة، الواقع على بعد 35 كلم عن المركز.