كواليس الأخبار

اعتذار ساخر من حمضي لريما خلف

الرباط. الأسبوع

    بطريقة ساخرة من هذا الزمان الذي تهيمن فيه مواقع التواصل الاجتماعي على كل المبادرات الجادة.. كتب الناشط الحقوقي عبد الرفيع حمضي على صفحته الفايسبوكية: “عذرا الدكتورة ريما خلف، الأمينة التنفيذية السابقة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، فإني لا أوافقك الرأي عندما كتبت: إن الشبكات الاجتماعية بالعالم العربي خلقت الرأي العام وحولته إلى فعل عام “.

والتفاصيل كما نقلها من أحداث واقعية عاشها بنفسه حول النقاش الذي يعيشه المجتمع بمناسبة الحديث عن تعديل مدونة الأسرة، حيث يحكي عبد الرفيع حمضي قائلا: ((سعيد عامل صيانة بإحدى محطات البنزين بالرباط.. زوال يوم الثلاثاء، وهو يقوم بتغيير زيت محرك سيارتي، توقف برهة عن العمل تاركا الزيت الأسود المنتهية صلاحيته ينسكب، وتوجه إلي بالكلام: “واش سمعتي هاذ المصيبة اللي جايا.. قاليك في 2024 مراتك أو بنتك ما يبقاش عندك الحق تهضر معها.. تدير اللي بغات، راه جاوني شي واتسبات غير الله يحفظ وكان”. تابعت الطريق إلى صالون الحلاقة عند سي عزوز، وما إن استويت بمكاني، قلت له: الحرارة مرتفعة اليوم ونحن في أكتوبر، فأجابني بنبرة لم أتعودها منه – وهو الحلاق الثرثار صاحب الحكايات المتعددة – “وهذا راه غضب الله على هاذ القوم، شفتي الأنترنيت.. قال ليك المرأة غادي تطلق راسها وتخرجك أنت من الدار وتنفق عليها، وتاخذ ليك حتى الدراري وتمشي تزوج إيلى بغات”، فهرولت إلى الحمام نسخن عضامي، مستكملا برنامجي لهذا اليوم، وبمدخله التقيت سي حسن، المكلف بالملابس والجندي السابق وهو ستيني العمر فقال مبتسما: “وا زوينة هاذ المدونة اللي دارو، إيلا تزوجتي بمرا مطلقة وعندها الدراري، طليقُها ينفق عليك وعليها وأولادها.. الله يجيب شي همزة”.

تتمة المقال بعد الإعلان

كل هؤلاء وغيرهم، هم ضحايا الإشاعة المرقمنة التي أصبح أبطالها زمرة، إما ممن كانوا إلى عهد قريب لا يستطيعون التعبير عن أفكارهم إلا في الحانات بعد احتساء وافر من النبيذ الرخيص، أو أمثالهم الذين كانوا لِجُبنهم وعقدهم لا يبوحون بعواطفهم إلا على حائط دور المياه العمومية.

كل هؤلاء القابعون في السراديب خرجوا من القمقم وأطلقوا ألسنتهم على جدار الفضاء الأزرق)).. هذا ما حكاه حمضي قبل أن يعتذر لريما خلف.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى