لا شيء يلوح في الأفق، والغموض سيد الموقف، ذلك ما يتضح من خلال المعطیات والقراءات السياسية التي تؤكد احتمال إلغاء المبعوث الشخصي للأمین العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية، للجولة التي كان ینوي القیام بھا لتحریك المفاوضات، بناء على اقتراحاته التي بعثها لمجلس الأمن، فقد كشف وزیر الخارجیة المغربي صلاح الدین مزوار عن رفض المغرب استقبال كریستوفر روس في غیاب توضیحات والتزامات كتابیة حول ما طلبه المغرب. وقد سبق لوفد مغربي أن انتقل إلى الأمم المتحدة خلال یونیو الماضي، وأجرى مباحثات مع روس حول الشروط التي یضعھا المغرب للاستمرار في مفاوضات البحث عن نزاع للصحراء، وھي: توضیح حدود مھام كریستوفر روس مبعوثا في النزاع، وھذا یعني تحدید إطار مبادراته التي قد تخل بقرارات مجلس الأمن، عدم تغییر مھام المینورسو إلى مراقبة حقوق الإنسان، والالتزام بعدم نقل ملف الصحراء من الفصل السادس إلى السابع من میثاق الأمم المتحدة.
وكانت ھذه الشروط قد كشف عنھا صلاح الدین مزوار في جلسة أمام لجنتي الشیوخ والنواب، ومن شأن استمرار الاعتراض المغربي، تجمید روس لجولته التي كانت مبرمجة خلال یونیو الماضي، ثم جرى تأجیلھا إلى شتنبر، ولاحقا إلى أكتوبر المقبل. وفي حالة التجمید النھائي، فھذا سیقود إلى المبعوث الأممي إلى تقدیم تقریر إلى مجلس الأمن بدون الاعتماد على الجولة المرتقبة، وھو ما سیفتح النزاع على آفاق غیر منتظرة. وقد یتطور الأمر إلى احتمال تقدیم كریستوفر روس استقالته(..).