حديث العاصمة | دورة أكتوبر.. تعز الجماعة أو تهان

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    في الوقت الذي سيكون فيه حوالي 80 ألف مشارك ومتتبع لأشغال اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، المزمع احتضانها في الأسبوع الأول من أكتوبر بمدينة مراكش، سيكون أيضا اجتماع مجلس جماعة العاصمة، وأهم ما في جدول أعماله: دراسة والمصادقة على الوثيقة المالية (الميزانية)، لترتيب وتسيير وتدبير شؤون عاصمة المملكة.

وسيلتقي خبراء ماليون واقتصاديون من كل أرجاء المعمور لأول مرة على أرض إفريقية، لتدارس واتخاذ قرارات وتوجيهات وخطوات مهمة، وستحمل المملكة على عاتقها إسماع صوت القارة الإفريقية، وبالخصوص الدول التي تعاني من عدة “وصايات” مفروضة على اقتصادها ونقدها وحرية التحكم في ماليتها وحرمانها بذلك من الاستثمار وجلب هيئات الأعمال، وبالتالي، تلبية انتظارات الأفارقة، فلا غرو أن يهتم مواطنو القارة بأشغال هذا المؤتمر وهم على يقين بأن المغرب سيكون مدافعا عن قضاياهم، ومطالبا بنهضتهم في المال والأعمال.

وبالموازاة مع هذا “البرلمان” المالي العالمي، الذي سيقرر في السياسة المالية للعالم على مدى 3 سنوات، سيجتمع منتخبو جماعة الرباط، ليفرضوا على سكانها وتجارها وأصحاب خدماتها قانونا ماليا ينفذ طيلة السنة الموالية، ولا نخفيكم أننا نتخوف من انزلاقات ممثلينا – كما جرت بذلك عادة اجتماعاتهم في دورات المجلس – وأن يعيدوها ويكرروها في دورتهم المبرمجة في نفس تاريخ انعقاد دورة البنك الدولي وصندوق النقد، وقد أدمنوا على ما ألفناه من مشاجرات وتنابز بالألقاب، وباستعراض قواميس من المشاحنات، ويتطوع بعضهم بتوثيقها وتسجيلها لبثها في مواقع التواصل الاجتماعي، ونتخوف من أن تلتقطها هواتف ضيوف مراكش كليا أو جزئيا ما داموا شغوفين بالتعرف عن قرب على شعبنا الذي أبهر الدنيا بتماسكه وتضامنه وفطنته وجدية نضاله، ودون شك، سيعرجون على “زيارة” حسابات منتخبينا لتكتمل لديهم الصورة الواضحة على من يمثل هذا الشعب العظيم ويأتمنه على أموال الضرائب وممتلكات المدن والقرى، وسيهتمون – وهذا جاري به العمل – بما يجري ويدور في عاصمة المملكة التي هي مرآة لما عليه باقي الحواضر والبوادي، وسينصب تفكيرهم على مجلسها الجماعي الذي سيكون متأهبا لعقد دورته الثالثة المختصة بالمصادقة على ميزانية السنة المقبلة، ولا ريب سيدفعهم حدسهم المالي إلى الإطلالة ولو من باب الاستكشاف، على بنودها وفقرات نفقاتها ورموز مداخيلها ومواردها واستثماراتها، وهنا تعز الجماعة أو تهان..

ونتمنى أن يعي منتخبونا إمكانية الخبراء الماليين الدوليين بالاطلاع على تلك الوثيقة التي تجدد مصير ونهضة ومستقبل عاصمة المملكة، ومستوى النقاش الدائر في قاعة المجلس، هل هو سياسي وإداري وأكاديمي أم لا؟

إننا فقط نبنه حتى يصحح ممثلونا ولو ظرفيا خرجاتهم غير المحسوبة عواقبها.