الرباط يا حسرة

الرباط | زلزال الحوز.. صفحة أخرى من تلاحم المغاربة

الرباط. الأسبوع

    بعد 15 يوما على زلزال الحوز، تستمر التعليقات والأحاديث في كافة أرجاء المعمور، عن انبهارها بتضامن المغاربة ملكا وشعبا لمواجهة نكبة الزلزال، الذي ضرب منطقة الحوز وما جاورها، وفي نفس الوقت، فجر عيونا من الماء العذب في عز الجفاف، ومن يدري.. فقد تكون إشارة من خالق الكون لبادرة تحويل تلك المنطقة إلى أراضي فلاحية وسياحية مزدهرة، وقد حدث قبلها زلزال أكادير سنة 1960، وكانت مهمشة، فجعلتها هزة باطن ترابها جوهرة في الجنوب بعمرانها واقتصادها وسياحتها، كما لا ننسى زلزال الحسيمة (2004)، وكانت هي الأخرى مدينة وإقليما منسيا في مخططات التنمية، وبعد تعرض المنطقة إلى قضاء الله وقدره، وجدت في إغاثتها الملك والشعب، وبعد ذلك تمت تنميتها، وقد تحولت إلى قطب سياحي واقتصادي، وهذا ليس معناه التوكل على الكوارث لانتشال الحواضر والبوادي من المعاناة والتهميش الذي تتحمل مسؤوليته وأعبائه الحكومة ومجالس الجهات والأقاليم والجماعات، وإنما بعد عجز هذه المرافق، يهب الملك والشعب لمد طوق النجاة للمتضررين من الزلزال بعد أن خان الناخبون أمانة الوفاء بتنمية مدن وقرى منتخبيهم.

في فاجعة إقليم الحوز، التي أعلنت عن ميلاد جيل جديد من الوطنيين التأموا في صفوف المجتمع المدني، فقد أصبحوا مضرب الأمثال في إخلاصهم وتطوعهم وتضحياتهم من الخارج حتى أن المملكة غمرها أبناؤها بالتضحية كل بوسائله الخاصة، مما يكرس أن المغرب منبت الأحرار، وقد اكتفت بهم لنجدتها واستعانت بمملكتين هما إسبانيا وإنجلترا، وبإمارتين شقيقتين هما إمارة قطر والإمارات العربية المتحدة، ومرة أخرى يتوصل العالم برسالة لن يفهم مغزاها إلا المتضلعون في السياسات الدولية وفي خبايا الجغرافيا القادمة والتحالفات المقبلة للدفاع وحماية أوطانها، وسبق أن عبرنا منذ حوالي سنتين على هذه الصفحة، عن أمنيتنا لتحقيق “اتحاد مملكات وإمارات العالم”.. فهل انطلقت الفكرة نحو التحقيق؟ لا ندري، والذي نعرفه هو اغتباط الرباطيين بالتفاف البلدان المستقرة بعروشها والأصيلة بتاريخها المزدهرة بمأمن اقتصادها والقوية بتعلق شعوبها بها، فشكرا لإخواننا في إمارة قطر والإمارات العربية على تجندهما لنجدة إخوانهم في الأقاليم المنكوبة ومساعدة الأطر المغربية في مهامهم الإنسانية الخالصة لوجه الله، فلن ننسى ولا أجيالنا القادمة، هذه المبادرة النبيلة التي دونها التاريخ، والتي شيدت قناطر جديدة تربط الإمارتين بمملكتنا.

تتمة المقال بعد الإعلان

والشكر موصول أيضا لأصدقائنا وجيراننا المملكة الإسبانية والمملكة المتحدة، وبينهما وبين المملكة المغربية مضيق جبل طارق، الذي تنكب الدراسات حاليا لتجهيزه بطريق سيار على أعظم قنطرة في القارتين الأوروبية والإفريقية، وهنيئا للمغرب بشعبه وملكه، فلقد أبهر الجميع الكون بتضحياتهم من أجل الوطن وسجلوا الريادة العالمية في الالتفاف لحماية ونجدة إخواننا المنكوبين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى