غلاء ثمن “الأوطوروت” والمحروقات يزعج المتبرعين لزلزال الحوز

الأسبوع. زهير البوحاطي
بادرت ساكنة الشمال في اليوم الثاني من وقوع الزلزال الذي ضرب العديد من المناطق بجهة مراكش، مخلفا العديد من الأضرار المادية والخسائر في الأرواح، للتضامن مع المنكوبين، حيث اختلط الليل بالنهار في جمع المساعدات الإنسانية المتجلية في المواد الغذائية وكذلك الأغطية والألبسة وغيرها من المواد الضرورية، واكتظت المحلات التجارية الكبرى والصغرى من أجل اقتناء هذه المواد وتقديمها كمساعدات للمتضررين من هذه الكارثة الطبيعية، كما انخرطت مجموعة من الدواوير والقرى الجبلية في تقديم الإعانات والمساندة والإعانة، حيث توحدت الجهود بين الغني والفقير والمستخدم والعاطل الذين لم يبخلوا ولو من باب المساعدة في حمل هذه المواد وشحنها، وكذلك التبرع بالدم، وذلك أقل ما يمكن تقديمه.
وقد انطلقت العشرات من الشاحنات والسيارات محملة بالمواد الضرورية والأساسية من المواد الغذائية والأغطية والأفرشة، من تطوان وشفشاون ووزان وطنجة والحسيمة والعرائش وباقي المدن الشمالية، متجهة إلى المدن التي دمرها الزلزال في جو كله تضامن وتلاحم بين المغاربة، مما جلب أنظار العالم الذي وقف إجلالا لهذا التضامن، لكن قوافل المساعدات اصطمت باستخلاص واجب “الأوطوروت” رغم أنها مساعدات إنسانية.
واستنكر العديد من المغاربة خصوصا الشماليين، عدم مجانية الطريق السيار أو تخفيض ثمن المحروقات للشاحنات التي تتجه نحو المدن المتضررة لتقديم المساعدة، واعتبروا أن هذا الأمر “شاذ وغير إنساني”. بالمقابل، أصدرت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، بيانا أكدت من خلاله على أن القوافل المساهمة في تقديم المساعدات عليها الأداء، حيث سيتم تحويل هذا الأداء إلى الصندوق المخصص لمساعدة الضحايا المتضررين من الزلزال، وبهذا تكون هذه الشركة قد ساهمت على حساب فاعلي الخير من سائقي تلك العربات عوض السماح لهم بالمرور مجانا والمساهمة من الأموال المحصل عليها من جهات أخرى، زيادة على ذلك، فإن “ارتفاع ثمن المحروقات زاد من معاناة سائقي هذه الشاحنات مع المافيا التي تتاجر في معاناة المغاربة”، حسب العديد من المواطنين الذين استنكروا الزيادة في ثمن المحروقات في الوقت الذي يجب فيه على الجميع التضامن والتضحية.