جهات

حديث العاصمة | من زلزال الحوز إلى مشروع التهيئة المعمارية للعاصمة

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    أيام قليلة تفصلنا عن الأجل المحدد لإبداء الملاحظات حول مشروع التهيئة المعمارية للعاصمة في الوقت الذي يلتحم فيه كل المغاربة لمواساة إخواننا ضحايا كارثة زلزال ضرب أجزاء من تراب المملكة وخلف آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى ومنكوبين، ودمار دواوير بأكملها، وانهيارات في المباني وكانت كلها في أحياء عتيقة أو عشوائية أو مهددة بالانهيار.

رحم الله شهداء الزلزال وأصبغ عافيته على الجرحى والمعطوبين، فهذا الزلزال ذكر المسؤولين بواجب تحمل الرعاية الشاملة والعناية الفائقة بالناجين من هذه الكارثة والذين فقدوا أحبابهم ومتاعهم وكل ما يملكون.

تتمة المقال تحت الإعلان

ونعتذر أولا على إقحام مشروع التهيئة المعمارية في موضوع مأساة الزلزال، وقد عايشنا تطوراته لحظة بلحظة وعشنا تهديدات ارتداداته هنا في العاصمة، فكيف بهؤلاء المواطنين في تلك الربوع من وطننا الحبيب.. فصمدت بناياتها، وخاصة المدينة العتيقة أمام الهزات المتكررة، بفضل الأوراش الكبيرة التي أنقذت آلاف الدور المهددة بالانهيار من الحالة المزرية التي كانت تتهددها وإلا لكانت اليوم في خبر كان.

ونعتذر ثانيا لربط الزلزال بكتابة رسالة إلى منتخبينا ومنهم من تطوع لتعويم النقاش المنتظر في دوراتهم ليصب في خانة تبخيس المشروع ومهاجمته كردع استباقي لتتحاشى كشف الكوارث الموقوتة، إما بكوارث حريق أو لا قدر الله ما تعرضت له مدن مراكش والدار البيضاء وتارودانت وأزيلال وغيرها بسبب التعمير العشوائي وغير القانوني.

فينبغي استحضار المصلحة العليا وأمن السكان عند المداولة في اقتراح مشروع التهيئة المعمارية والذي أشارت إليه مذكرة تقديم للوكالة الحضرية بأنها “دراسة علمية”، وهذا الوصف كان قبل حدوث الزلزال وما تبعه من هزات خطيرة غطت قطر دائرة معينة تشمل العاصمة، فنحن لا نتكلم عن مباني قديمة، بل عما هو أخطر منها، على عشوائيتها وعلوها وضيق أزقتها وبشاعة منظرها، وهي بذلك مشروع قنبلة موقوتة يمكن أن تبيد كل قاطنيها طال الزمن أو قصر.

تتمة المقال تحت الإعلان

هذه هي الرسالة قبل فوات الأوان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الأحياء الغربية مع إحقاق القاطنين بكل حقوقهم المشروعة، وعلى مجالس العاصمة وضع سياراتها وعتادها وامتيازات أعضائها وبعض موظفيها وبعضا من اللوجستيك، رهن إشارة الأقاليم المنكوبة تضامنا فعليا وواقعيا باسم الرباطيين مع المنكوبين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى