الرباط. الأسبوع
بينما كان الرباطيون في بيوتهم ليلة الجمعة الماضية، تحركت الأرض من تحتهم ثم اهتزت لدقائق كانت كافية لـ”الفايسبوكيين” لإخبار العالم بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتقادا منهم بأنها حالة منعزلة ضربت العاصمة، وما هي إلا دقائق حتى تعالت التدوينات الصادرة في حسابات من خارج الرباط، وكلها تخبر بتعرض مناطقها إلى زلزال، تبعتها نداءات استغاثة من دواوير نائية بإقليم مراكش، وصفت الدمار الذي أصاب كل البنايات الهشة وما بداخلها، ثم تعالت صرخات الناس بالصوت والصورة من مدن وقرى ومداشر بأقاليم أخرى، وبينما الرباطيون كانوا يتبادلون فيما بينهم معلومات عن الأوضاع في أحيائهم، تأكد حدوث زلزال مدمر بإقليم الحوز وصلت قوته وارتداداته وهزاته إلى كل تراب ولاية العاصمة، وكان ذلك قضاء من الله عز وجل، وامتحانا لاختبار إيمان الشعب بالقدر واستعداده لتحمل ومواجهة الأهوال المفاجئة وثقته في عرشه لتدبير مرحلة معقدة طارئة لم تشهد المملكة مثلها منذ قرن من الزمن.
وفي العاصمة، نسأل هل لها خطة معينة لحماية الرباطيين من أي طارئ؟ فلا يمكن أن نقبل منها، وهي ممثلة وحامية للعاصمة، بألا تكون لها أي خطة للطوارئ من أجل إنقاذ المواطنين من الكوارث، فلا أحد كان يتوقع زلزال الحوز، ولا الوباء الذي عانينا منه في السنوات الماضية، ولا شح الأمطار وتغير المناخ، وغلاء الأسعار.. ففي كل هذه الكوارث كانت مجالسنا مجرد “متفرجة” وهي القيادة الراعية للعاصمة السياسية “يا حسرة”، بدلا من مقترحة وموجهة ومنقذة ومحركة للمبادرات، فهذه العاصمة ليست محمية ببركة منتخبيها أو تسميات أحزابها أو فطنة رؤسائها الذين تشرفوا برئاسة مجالسها لحل مشاكل سكانها والتصدي إلى المشاكل قبل وقوعها.
ومن المضحك خلو الميزانيات من أرصدة للطوارئ وقد كانت هذه الأرصدة حتى التسعينات مبوبة في الوثائق المالية للرباط.
ورحم الله شهداء الزلزال وننتظر من مجالسنا التفاتة لزميلاتها مجالس المناطق المنكوبة، كواجب عزاء منها باسم سكان عاصمة المملكة.