مشروع المدينة الذكية ببركان.. جعجعة بلا طحين

الأسبوع. زجال بلقاسم
بعدما استبشرت ساكنة بركان خيرا بالمشروع المتعلق بالمدينة الذكية، والذي جاء به عامل الإقليم، تحول هذا المشروع إلى وهم تم إتقان تسويقه بشكل جيد، الأمر الذي فضحه إدراج نقطة ضمن جدول أعمال الدورة الاستثنائية الثامنة لجماعة بركان، وهي نقطة تتعلق بدراسة المصادقة على مقرر يقضي بتسليم 20 حاسوبا مستعملا لفائدة عمال إقليم بركان.
ووفق متتبعين للشأن المحلي، فإن الأمر لا يحتاج إلى تحليل، لأن الواقع يكشف ما يحتويه، وأن الحديث عن المدينة الرقمية ما هو إلا ذر الرماد في العيون، حسب قولهم، معتبرين أن الهالة التي أحاطها المسئولون بالمشروع أكبر بكثير من حجمه الحقيقي، وبدل إنفاق الأموال في تنظيم المؤتمرات والندوات وما يتبعها من “تبذير للمال العام”، كان على العمالة رصد ميزانية كافية لشراء حواسيب جديدة، والعمل على إدماج شباب الإقليم في المشروع، عبر تقريبهم من التقنيات الحديثة.
وقد تحول المركز المخصص لمشروع المدينة الذكية إلى مقر لبعض التعاونيات المعدودة على رؤوس الأصابع، نظرا لانعدام التام لتسويق المشروع، كما حاولت جماعة بركان باستخدامها عبارة “حواسيب مستعملة”، إبعاد الشبهة عن نفسها، رغم تسخيرها للإمكانيات المالية المرصودة للمقتنيات التقنية وأجهزة الحواسيب لفائدة العمالة، التي قبلت بتسلم 20 حاسوبا مستعملا، يصل ثمنه الأقصى إلى 2000 درهم، أي ما مجموعه 40 ألف درهم، تظهر أن المشروع يعاني من شح الإمكانيات، وما هو إلا جعجعة بلا طحين.
وفي موضوع آخر، تساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عن سر تحويل مشروع المحطة الطرقية إلى مركز احتضان المقاولات الناشئة والابتكار الصناعي، وعن تحويل هذا المشروع الرقمي المتعلق بالمدينة الذكية إلى مشروع خاص بالعمالة، بينما كان الأجدر بها أن تقتصر على وضع الرؤية الاستراتيجية الكفيلة بالتعبير عن متطلبات الساكنة، وإدماج المتخصصين في التفعيل والتنزيل، بدل الاعتماد على أعوان السلطة الذين ربما لا تتوفر لديهم الكفايات المناسبة لتسيير هكذا مشروع، وفق تعبيرهم.