رياضة | هل تفسد تقنيات الذكاء الاصطناعي متعة كرة القدم ؟
الرباط. الأسبوع
أصبح الأمر الآن في كرة القدم الاحترافية يتمحور حول التكتيكات الصارمة التي يرسمها كل مدرب للاعبيه، مما أدى إلى تغير نظرة الجماهير الرياضية إلى لعبة كرة القدم، من الاستمتاع بما يدور على أرضية الميدان، إلى محاولة فهم كافة تفاصيل مجريات المباراة ومحاولة فهم كيف يجاري كل مدرب الحيز الزمني للمباراة.
يأتي الحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي على كرة القدم بعدما تحول المتتبعون للشأن الرياضي من احتساب عدد التمريرات والتسديدات والدقائق، إلى الحديث عن احتمالية تسجيل الأهداف ومعدل الجري، والضغط، والعرضيات، والاعتراضات، ورميات التماس، وفي أي دقيقة تدخل معظم الأهداف، والخرائط الحرارية، ومعدّل التسجيل والصناعة، والمواجهات التاريخية، بل بلغ الأمر إلى التنبؤ بنتيجة المباراة باستخدام بيانات حية بناء على النتائج السابقة لكل فريق، هذا غير الجانب الاقتصادي والمالي لكرة القدم، وكل ذلك ألزم الأندية الرياضية بالاستعانة بخبراء في مجال الاقتصاد والإحصاء.
في ظل كل ذلك، كان التساؤل البديهي، عن التزاوج الذي قد يبدو حتميا بين الرياضة والذكاء الاصطناعي، ولعل القارئ يتخيل الآن كارلو أنشيلوتي أو يورغن كلوب وهما يستعينان بـ”تشات جي بي تي” عن كيفية قلب النتيجة في آخر 10 دقائق، أو ما هو أبعد من ذلك، وحتى مع الاعتماد الهائل على البيانات، لا يُوجد حتى اليوم ناد كبير يجرؤ على الاستغناء عن طاقمه التدريبي البشري من مدربين ومحللين ومعدين بدنيين وكشافين تختلف اختصاصاتهم، كما يعرف المولعون بمتابعة كرة القدم، أي أن الكرة ما تزال متردّدة بتجاوز الخط بين البشري والآلي.
فعلى ما يبدو، ليست كرة القدم من ستتأثر لوحدها دون باقي الرياضات، وهو ما ينطبق على حكام الخط في بطولة ويمبلدون، ثالث البطولات الأربعة الكبرى للتنس، بعد إعلان نادي عموم إنجلترا وشركة “أي. بي. أم” العملاقة للتكنولوجيا، عن ميزات جديدة للذكاء الاصطناعي ستُعتمد في البطولة التي تنطلق مطلع الشهر المقبل، إذ ستوفر ميزة استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية تعليقا صوتيا لمقاطع فيديو تظهر أبرز لحظات المباريات على الموقع الرسمي والتطبيق الخاص بويمبلدون، وستستخدم ميزة “تحليل القرعة” الذكاء الاصطناعي لتحديد مسار كل لاعب ولاعبة إلى النهائي في منافسات الفردي،
فرغم أنه يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة معلومات أكثر من البشر، إلا أنه يبقى وسيلة لتكملة العنصر البشري وليس استبداله.