الرباط يا حسرة

الرباط | من يتكلف بصيانة المشاريع الملكية؟

الرباط. الأسبوع

 

    حولت المشاريع الملكية مدينة “البراريك” و”الجوطيات” و”كراريس” النقل والطرقات المعرقلة للسير والجولان والساحات القاحلة والإنارة العمشاء، إلى ما وصفه بها مسؤول من القادة الأفارقة: “أجمل عاصمة في قارتنا”، ومنذ تسعة قرون، تنبأ عالم وارع في إشارة إلى “رباط الفتح”، بأنها “ستكون في هذا الموضع مدينة عظيمة لأمير المؤمنين ملك عظيم”، وها هي الرباط تتقاطر عليها الألقاب المشرفة (عاصمة الأنوار، عاصمة الثقافة الإفريقية، عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي…)، بالإضافة لاحتضانها الضريح الشريف، وهذا ما هو إلا بداية لإشعاع بركة هذا الضريح الذي تتلى فيه آيات كتاب الله دون توقف ليل نهار، وفي الأسابيع المقبلة، ستكون دفعة أولى جاهزة من الأوراش العملاقة في السياحة والاقتصاد والترفيه والصحة والشؤون الاجتماعية والتعليم العالي، لتعزز تلك المنجزة حاليا والتي بوأت العاصمة الرباط مكانة مرموقة في القارة الإفريقية، لتدفعها الدفعة الثانية المنتظرة في القريب إلى الوجهة العالمية، لكن الذي “يثلج” صدور بعض أعضاء مجالسنا، أنهم في أموال الرباطيين “يتبرعون” على حساب المواطنين مالئين حساباتهم البنكية بمختلف التعويضات، وبالقانون الذي صنعوه وصوتوا عليه هم غارقون في بحبوحة من العيش الذي “جابوا الله”، ولم يفكروا بعد في الدلو بدلوهم واقتراح تكلف مجالسهم بصيانة عطاءات المشاريع التنموية التي شهدتها الرباط ولو كلفهم ذلك التنازل عن بعض امتيازاتهم التي لا تعد ولا تحصى، الظاهر منها والباطن، وهم يعلمون أن تلك الإكراميات الملكية ومبلغها الذي نشير إليه مرموزا بحوالي 25 مرة ضعف ميزانياتها، فهل تبخل على العاصمة ببعض الملايير وهي “تتبرع بها” رغم أنها مديونة بديون على الذين تعطف عليهم وتتضامن معهم لـ”صيانة” أنشطتهم الجمعوية من “شح” السيولة المالية فتغدق عليهم من كرمها الذي حان الوقت لينتقل إلى “صيانة” ما تحقق من مشاريع ملكية وما سيلتحق بها من منجزات أخرى في القريب.

فما هو المجلس المعني الذي سيبادر للاعتناء بهذه المشاريع، المجلس الجماعي، أم مجلس العمالة؟ وتفاديا لوسوسة الشيطان(..)، ينبغي تجنب التعب الذي سيتعب أي مجلس للقيام بهذه المبادرة، فيتكلف فقط بالتمويل، ويترك الباقي من الإشراف التقني والإداري والمراقبة الفنية لأهل الاختصاص الذين سهروا على تنزيل المشاريع الملكية، ويمكن للمجالس التخطيط من الآن لوضع ما يلزم من موارد لبناء أوراش من اقتراحها وتمويلها ومراقبتها لدعم نهضة العاصمة المرشحة للعالمية، بإنشاء الإشارات الضوئية والتشوير الرقمي، وذلك أضعف الإيمان.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن للتوصل كل مساء بأهم مقالات اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى