حديث العاصمة | العطلة السياسية قبل التغيير السياسي
بقلم: بوشعيب الإدريسي
عاصمة السياسة اعتادت على الطقوس السياسية من تحركات سيارات الوزراء والبرلمانيين وتنقلات حافلات خدمة الموظفين وعربات رؤسائهم، والنقل الخاص المريح لكبار المنتخبين المحليين.. كل هذه التحركات ستختفي بعد دخول العطلة السياسية التي تصادف فصل الصيف الاستثنائي بحرارته والداخل علينا بـ”حرائقه” في المناطق الغابوية، وأيضا ببشائر تعزيز أخوتنا وصداقتنا مع دول أكدت قناعتها بجغرافية المملكة في حدودها التاريخية وفي تركيبة إنسانها ذي الجذور المختلفة والديانات السماوية المتعددة والسياسات المتنوعة بشعار واحد يوحدها، ومن هذه الدول، إسرائيل، التي اعترفت وأكدت وحدة أراضينا برسالة في الموضوع إلى موحد المملكة والساهر على صيانة هوية المغاربة، تأكيد موثق ومصادق عليه من الدوائر الدستورية عندها، وفي هذا التوثيق رسالة إلى شعبنا من الشعب الإسرائيلي صارت “حديث العاصمة”، بها تعلن إقفال مرحلة “الراحة السياسية” لاستقبال “موسم الخريف”، ولا ندعي الدخول السياسي الذي دأبنا عليه حتى سئمنا الخروج والدخول وبالتغيير في المناصب الانتخابية المدرة للدخل الوفير وبالامتيازات الهائلة دون أدنى فائدة للشعب، فقد يختلف الدخول المقبل في الخريف عن سابقيه، بالتغيير السياسي على شكل: التغيير الدبلوماسي الذي نهجته المملكة مع كل البلدان، فإما معنا في صداقة متبادلة وتعاون متكامل بصيغة “رابح-رابح” بخصوص كل المعاملات وفي كل الأراضي السيادية دون تمييز عنصري لإنسانها ولا بتر في أراضيها ولا تردد في مساندتها، وإما لا تعاون ولا صداقة.
وبلا شك، هذا التغيير السياسي القادم لن ينحصر على الدبلوماسية التي والحمد لله في أياد أمينة، ولكن ربما يشمل قطاعات أخرى، حكومية ومؤسساتية، وقد “تصاب” مجالسنا بالتعافي التام فيما ينخر ويفسد واجباتها التي تحولت وكأنها هبات تمنحها أو تمنعها على من تريد، وتتعامل وتدبر الأمور دون مراعاة الناخبين ولا المؤدين للضرائب، ولا للضيوف الذين عيون دولهم على عاصمة مملكة السياسة والدبلوماسية والثقافة والأنوار، وقريبا مجالات أخرى، وعندما تتلاعب هذه المجالس بواجباتها التي أناطها بها المشرع، فهي بذلك “تهزأ” بالرباطيين وتطعن في مصداقية المنظومة الانتخابية، وتقر ولعها بحصد ما يفيد أعضاءها فقط.