تطوان | محسنون يخشون التلاعب بتبرعات المساجد

الأسبوع. زهير البوحاطي
وأنت تسير على طول شارع عبد الكريم الخطابي وشارع المأمون وبعض الشوارع المجاورة لهما بمدينة تطوان، يجلب انتباهك عرض ملصقات على أبواب المحلات التجارية والمخابز، كتب عليها بخط عريض “نداء للمحسنين: من أجل القيام بإصلاح وترميم مسجد الشبار العريق بحي الباريو”، هذا المسجد الذي سبق لمندوبية الأوقاف أن قامت بإصلاحه وفتحه في وجه المصلين، لكن سقفه سرعان ما انهار فوق رؤوس المصلين ليلة الثلاثاء 4 يوليوز 2022، ليتم إغلاقه مرة أخرى دون فتح تحقيق من طرف ممثلي وزارة التوفيق، مما يدل على العشوائية والفوضى في الإصلاحات والترميمات وتأخر الأشغال في العديد من المساجد وغيرها من المشاريع التابعة لوزارة الأوقاف.
ولا زال المسجد مغلقا منذ ذلك الوقت، وساكنة الحي تعاني الويلات من أجل التنقل بين الأحياء الأخرى لتأدية الصلوات، خصوصا كبار السن، الأمر الذي دفع بالعديد من المواطنين لإطلاق حملة لجمع التبرعات من المحسنين بعدما حصلوا على رخصة الإصلاح من طرف الجماعة الترابية لتطوان ودراسة من طرف مكتب للدراسات تابع لوزارة الأوقاف، لكن دون أن يكلفوا أنفسهم، سواء الجماعة أو مندوبية الأوقاف، عناء المساهمة من أجل القيام بهذه الإصلاحات رغم أن المسجد يتوفر على بعض الأملاك الحبوسية من بينها روض للأطفال ومحلات تجارية ومستودع، لكنه لا يستفيد من عائدات كراء هذه المحلات، ليدخل على الخط العديد من المواطنين من سكان الحي بعدما فقدوا أملهم في الوزارة الوصية، حيث فتحوا حسابا بنكيا لجمع التبرعات.
وحسب العارفين بالقانون، فإن وزارة الأوقاف تسلم عملية بناء أو إصلاح المساجد للجمعيات بعد التزام واتفاقية بين الطرفين يتعهد الطرف الأخير بتسليم المسجد بعد انتهائه للوزارة المذكورة، لكن بعض الملصقات لا تجد فيها جمعية، بل يقتصر الأمر على لجنة، مما جعل العديد من المواطنين يخشون من التلاعب في التبرعات، خصوصا حين يتعلق الأمر بجمع الأموال.