منوعات | سيدة الغناء فيروز.. المنعطف الأضخم في تاريخ الموسيقى العربية الحديثة
في بادرة فريدة من نوعها على المستوى الفني العربي، صدر عمل جماعي ضم كتّابا وباحثين من مختلف أنحاء العالم العربي حول عنوان: “وطن اسمه فيروز”، من بينها مساهمة الأكاديمي عبد الإله بلقزيز، المتخصص في الفلسفة والفكر العربي والفكر السياسي، المعنونة بـ”فيروز التي في الوجدان.. فيروز التي في المكان والزمان”، الذي رأى فيها، وفي الأخوين الرحباني، وبعدهما ابنها زياد الرحباني، “ظاهرة مثلت المنعطف الأضخم في تاريخ الموسيقى والغناء العربيين الحديثين”.
وليست فيروز مجرد صوت ملائكي، بل هي “الوطن الرمزي للبنانيين بعدما عز الوطن المادي وامتنع.. فحين أتى على اللبنانيين حين من الدهر أقاموا فيه كرنفال الدم والإفناء المتبادل، تمزقت الروابط والجوامع بينهم، وانهدت أركان الدولة فلم يبق منها ما يُستمسك به: لا دولة، ولا جيش، ولا عملة، ولا سيادة، ولا توافق، ولا هم يحزنون..”، لكن لم يكن هذا حال اللبنانيين وحدهم، بل هكذا “عند العرب جميعا: فيروز لبنان ولبنان فيروز..”، حسب الأكاديمي عبد الإله بلقزيز.
للإشارة، فهذا العمل هو “تكريم للسيدة فيروز في عيد ميلادها 88، احتفاء بصوتها الآسر وأدائها المتميز”، و”تحية تقدير على من اكتشف موهبتها وصقلها ووفر دواعي تألقها، وفي طليعتهم ثلاثي الرحابنة: منصور وعاصي وزياد”.
وعلى الرغم من كثرة الكتب التي تناولت الظاهرة الفيروزية، فإن هذا الإصدار ممكن الاطلاع عليه رقميا، ويتميز، وفق تقديمه، بأنه “لا يُنسب إلى مؤلف واحد، ولا ينحصر في بلد عربي بعينه، ولا يقتصر على نوع كتابي معين”.