جهات

فوضى الباعة الجائلين تعود تزامنا مع تنظيم مهرجان سطات

نور الدين هراوي. سطات

    عاد جدل فوضى الباعة الجائلين وعشوائية احتلال الملك العام إلى شوارع وأحياء مدينة سطات بعد أن تحول الاحتلال إلى توطين دائم وشبه استعمار لمعظم شوارعها، لم تسلم منه لا الشوارع الرئيسية ولا مركز المدينة، التي لم تعد تحظى بالوقار والاحترام من سكانها، خاصة وأن عاصمة الشاوية تحتضن هذا الأسبوع فعاليات المهرجان الثقافي والفني للولي الصالح “بويا لغليمي”.

وانتقدت مصادر محلية ونشطاء “فايسبوكيين” هذه الظاهرة وأرجعوها إلى “تراخي واضح وعلني مكشوف للسلطات المعنية بمحاربتها”، خاصة وأن رجال السلطة المعينين في إطار الحركة الانتقالية الأخيرة شبه غائبين عن ساحة الميدان  ومتساهلين فوق العادة مع هذه الظاهرة المؤرقة والتي تتعامل معها بدل الصرامة والحزم بمقاربة اجتماعية في العديد من المناسبات والأعياد من باب “خليهم  يترزقو راه عندهم وليدات”، مع العلم أن أكبر هذه الكوارث جاءت من باب عدم سد الذرائع، إذ أن “الفراشة” سرعان ما يتحولون إلى مقيمين ومحتلين دائمين للملك العام، مع العلم أن إقامتهم الأصلية والدائمة هي أماكنهم بالأسواق النموذجية التي صرفت عليها أموال باهظة من أجل حماية المدينة من الفوضى ومن الاختناق في حركة السير والجولان المترتب عنها، وعمل مضني إضافي لرجال الأمن.

تتمة المقال تحت الإعلان

وفي جولة قصيرة بالمدينة، سيكتشف الزائر، وخاصة الذي حل بالمدينة للفرجة والتمتع بالمهرجان الثقافي والفني، أن باقي شوارعها أصبحت مستباحة وشبه محتلة عن آخرها، وفي وضعية كارثية بكل المقاييس وكأن ملكها العمومي يباع  يوميا بالتقسيط، والسلطة الترابية بجنودها وأعوانها، والشرطة الإدارية وكل من يهمهم الأمر، يقفون موقف المتفرج عاجزين ولا يملكون روح المبادرة التي تدخل في إطار الاختصاص التنظيمي المخول لها من أجل المحافظة على جمالية المدينة ووضع حد لهذا العبث المتزايد بأرقام مهولة في غياب مقاربة وإرادة حقيقية لتطويق الظاهرة قبل أن تستفحل، كما أن المسؤولين الجدد مدعوين للنزول اليومي لتفقد ما يجري بالمدينة، وفي قلاعهم الترابية، وليس “الاختباء” في مكاتبهم ومقاطعتهم، وإذا كانوا غير منفتحين على وسائل الإعلام وجمعيات الأحياء عكس سلفهم، فكيف لهم أن ينظفوا المدينة من فوضى الباعة المتجولين و”الفراشة”؟ تتساءل نفس المصادر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى